تركيا / وكالات / نبأ – اقتربت تركيا من تأكيد مقتل الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، يوم الثاني من أكتوبر / تشرين الأول 2018، إذ أكدت مصادر أمنية تركية أن خاشقجي قتل بعد دقائق قليلة من دخوله القنصلية، والتي لم يخرج منها أبداً، فيما تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن احتمال استخدام “مواد سامة” ضد خاشقجي في القنصلية.
ونقلت قناة “الجزيرة” التلفزيونية عن مصادر أمنية تركية قولها مساء الاثنين 15 أكتوبر / تشرين الأول 2018، إن التسريبات الصوتية التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية التركية، بعد مقتل خاشقجي بيومين، أظهرت أن جمال قُتل بعد 4 دقائق فقط من دخوله مقرّ القنصلية للحصول على بعض الأوراق الخاصة.
وبحسب المصادر، فإنه عقب مكوث خاشقجي مع القنصل السعودي في إسطنبول، محمد العتيبي، دخل عدد من الأشخاص على خاشقجي وسحبوه إلى غرفة مجاورة، وحاولوا قتله بالإبر، وسُمع صوت عدد من الأشخاص وهم يسبُّون خاشقجي بأبشع الألفاظ، ثم صاح خاشقجي طبقاً للتسريبات، قائلاً إنهم يحاولون قتله بالإبر. وبعد ذلك صمت خاشقجي ولم يُسمع منه أي شيء آخر.
وما زال مصير جثة جمال خاشقجي مجهولاً حتى الآن، إذ لم تعثر أجهزة الأمن التركية على جثّته داخل القنصلية بعد أن قامت بإجراء فحص جنائي داخلها، لكنها أكّدت أنها وجدت أدلّة تؤكّد شبهاتها بأن جمال قُتل داخل القنصلية، وفقاً لما نشره موقع “الخليج أون لاين”.
وتحدث الرئيس التركي عن احتمال استخدام مواد سامة في القنصلية السعودية في إسطنبول، وقال أردوغان، في تصريحات للصحفيين خلال اجتماع لحزب “العدالة والتنمية” في أنقرة، إنه يأمل في “الوصول بأسرع وقت إلى رأي مقنع في هذه القضية، لأن التحقيق ينظر في أشياء عدة، بينها مواد سامة ومواد أخرى تمت إزالها بعد طلائها”.
وأضاف “تفتيش القنصلية السعودية في إسطنبول سيستمر، والهدف هو الوصول إلى نتيجة تكشف ما حصل في قضية جمال خاشقجي”.
ولم يوضح الرئيس التركي إذا كانت المواد السامة التي أشار إليها استخدمت في قتل خاشقجي أو في التخلص من جثته التي تم تقطيعها، وفق مصادر أمنية تركية.
وفي السياق ذاته، أفادت شبكة التلفزة الأميركية “سي أن أن”، مساء الاثنين أيضاً، بأن السلطات السعودية تُعِدّ تقريراً تُقرّ فيه بأن خاشقجي “قُتل بالخطأ” خلال التحقيق معه داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، مشيرة، نقلاً عن مصدر لم تذكر اسمه، إلى أن العملية كانت تهدف إلى “اختطاف جمال وليس قتله”.
كما ذكر مصدر في مكتب المدَّعي العام التركي لـ “الجزيرة” أن “الفحص الأوَّلي داخل القنصلية السعودية أظهر أدلّة بارزة على مقتل خاشقجي برغم محاولات طمسها”.
ومن المقرر أن يدخل المحققون الأتراك مساء الثلاثاء 16 أكتوبر / تشرين الأول 2018 منزل القنصل السعودي لتفتيشه بحثاً عن أدلة “حاسمة” في قضية اختفاء خاشقجي، بحسب “الجزيرة”.
ودخل فريق تحقيق سعودي وتركي، مساء الاثنين، إلى القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية، لتفتيش شامل ضمن التحقيقات في قضية اختفاء الإعلامي جمال خاشقجي.
واختفى خاشقجي بعد دخوله قنصلية بلاده، يوم الثلاثاء 2 أكتوبر / تشرين الأول 2018، في إسطنبول، وسط تقارير عن اغتياله من قبل فريق سعودي جاء بشكل خاص لهذه المهمّة بأوامر عليا من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو ما تنفيه المملكة.
المصدر: “الجزيرة”، “الخليج أون لاين”