الولايات المتحدة / نبأ – قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن “السعودية حاولت حتى الآن أن تكون جريئة لإسكات الأسئلة حول الصحافي جمال خاشقجي”، الذي اختفى في القنصلية السعودية في إسطنبول، قبل أسبوعين.
وتطرقت الصحيفة، في تقرير، إلى تهديد النظام السعودية، يوم الأحد 14 أكتوبر / تشرين الأول 2081، بـ “الرد بمزيد من الإجراءات” على أي عقوبة بسبب القضية، فيما طرحت وسائل الإعلام السعودية خطوات مثل خفض إنتاج النفط، وشراء الأسلحة من روسيا، وعرقلة استخبارات مكافحة الإرهاب.
وقالت الصحيفة: “يجدر التفكير في حجم خسائر الولايات المتحدة إذا قطعت علاقتها مع السعودية، ماذا عن النفط؟ ومشتريات الأسلحة التي تبلغ قيمتها 110 مليارات دولار؟ ماذا عن الحرب على الإرهاب؟”.
وأردفت الصحيفة القول: “في ما يخص النفط، فإن السعودية زوّدت الولايات المتحدة بـ 9 في المئة من حاجاتها من النفط في عام 2017، أو حوالي 960.000 برميل في اليوم، طبقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمركية. ولكن بفضل ثورة النفط الصخري، فإن الولايات المتحدة تعتبر مستقلة نفطياً، فأميركا وليست السعودية، هي الآن أكبر منتج للنفط الخام في العالم في العام الماضي، وبلغ متوسط صادرات النفط الأمريكية اليومية 6.38 مليون برميل، أو ما يقارب 7 أضعاف الواردات السعودية. وإذا قلل السعوديون إنتاج النفط أو قاطعوا الولايات المتحدة، فإنهم قد يرفعون الأسعار مؤقتًا، لكن المستفيدين سيكونون شركات النفط الصخري الأميركية، والتي بمرور الوقت سوف تملأ الفجوة، وتوجه ضربة مدمرة لصناعة النفط السعودية”.
أما بالنسبة إلى مبيعات الأسلحة، يقول “بروس ريدل” من معهد “بروكينجز: “السعوديون لم يبرموا صفقة أسلحة رئيسة واحدة مع واشنطن في عهد ترامب”. وعلاوة على ذلك، فإن “وضع حد لإمدادات قطع الغيار والدعم الفني الأميركي، الذي لا تستطيع روسيا تقديمه، سيقوض سلاح الجو السعودي، ما قد يؤدي إلى إنهاء الضربات الجوية الدموية على اليمن التي أكدت تقارير الأمم المتحدة أنها تسببت في جرائم الحرب المملكة السعودية تزود الولايات المتحدة بمعلومات عن مكافحة الإرهاب”، بحسب ريدل.
ولكن، كما يقول أندرو ميلر من مشروع “الديمقراطية في الشرق الأوسط”، “هناك بالفعل تصور قوي في الكونغرس ولدى الأميركيين بأن السعودية قد غذت التطرف”، ويشير ميلر إلى أن القانون الذي أقره الكونغرس في عام 2016 “يفتح الطريق أمام دعاوى مدنية ضد الحكومة السعودية بشأن أي أعمال إرهابية قد تكون دعمتها والحقيقة هي أن السعودية، التي أشار ترامب بنفسه بشكل فاضح أنها لن تستمر من دون دعم أمني أميركي، لديها كل شيء تخسره من انقطاع العلاقات، في حين أن الولايات المتحدة لم تعد بحاجة إلى المملكة كما في السابق”.
لقد بالغ ترامب في تقييم أهمية العلاقات مع السعودية، وشجع القادة السعوديين على الاعتقاد بأنهم قادرون على التصرف بشكل متهور وحتى إجرامي من دون عواقب. ومهما كانت نتيجة قضية “خاشقجي”، فقد أصبح من الضروري إعادة تشكيل العلاقات مع السعودية، بتدخل من الكونغرس إذا لزم الأمر، وفقاً لـ “واشنطن بوست”.