يسود قلق في حكومة الاحتلال الإسرائيلي على مصير ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، نتيجة قضية قتل الكاتب الصحافي جمال خاشقجي، وتبعاتها على وعود الانفتاح على تل أبيب، وتمرير ما يسمى بـ “صفقة القرن”.
تقرير: محمد دياب
انتقدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مشددة على أن “اقتصاداً متطوراً لا يمكن أن يسير في موازاة حكم استبدادي تجاه الخصوم من مواطنين أثرياء وأبناء عم أمراء وناشطين في حقوق الإنسان وصحافيين أمثال جمال خاشقجي، يستخدم معهم بن سلمان القوة بلا حدود”.
وقالت الصحيفة: “ربما شاهد ابن سلمان أفلاما أميركية كثيرة، ولعب كثيرا بألعاب الفيديو، لكن انعدام الخبرة لم تمكنه من التقدير بشكل صحيح التحولات الإعلامية في الغرب، حيث نشهد اليوم مرحلة السقوط، من فتى الغلاف في العالم الغربي، إلى ديكتاتور خطر على سلامة المنطقة”.
وعبرت أوساط إسرائيلية عن قلقها على مصير ولي العهد السعودي نتيجة قضية قتل خاشقجي، وتبعاتها على وعود الانفتاح على تل أبيب وتمرير ما يسمى بـ “صفقة القرن”.
وفي سياق متصل، أشارت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إلى أن “ابن سلمان ظهر الآن كشخص عديم المسؤولية ومتهور ومصاب بجنون العظمة”.
وأضافت القناة “ولي العهد يلحق أضرارا أكثر من الفوائد التي يجنيها، وبتهوره يشكل خطراً على استقرار المملكة”، مؤكدة أنه “لن يكون بعد الآن المحرك الذي سيفرض “صفقة القرن” على الفلسطينيين”.
من جهته، عبر البروفيسور في جامعة تل أبيب، أيال زيسر، عن قلقه من ابن سلمان، قائلاً: “الكثير في الغرب تفاجأوا من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المتورط حتى عنقه بقتل الصحافي في تركيا، وهذه القضية حطمت بالكامل صورة الزعيم المتطور والمتنور، وطرحت علامات استفهام ثقيلة حيال رجاحة الرأي ومدى الحنكة لدى الرجل الذي يقود السعودية اليوم”.
وأضاف “تبين أكثر من مرة أن ولي العهد متهور وغير متزن، في حربه على اليمن واختطاف سعد الدين الحريري، وسياسات أخرى، لا حصر لها”.
ووصف البروفيسور زيسر ما حدث داخل القنصلية السعودية في إسطنبول بأنه “لعب بالنار”.
وذكرت صحيفة “هآرتس” أنه “ليس بالإمكان التعامل مع القسوة الصادمة في خطف جمال خاشقجي وقتله على أيدي قوات الأمن السعودية، كأمر عادي والمواصلة قدماً”، مشيرة إلى أن “القضية طرحت أمام الولايات المتحدة وإسرائيل مسائل جوهرية، تتعلق برؤيتهما الاستراتيجية الشاملة في الشرق الأوسط”.