بريطانيا / نبأ – كشفت صحيفة “إكسبريس” البريطانية أن الاستخبارات البريطانية علمت مسبقاً بوجود مؤامرة سعودية ضد الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وذلك قبل حادثة مقتله بنحو ثلاثة أسابيع.
وأفادت الصحيفة، يوم الحد 28 أكتوبر / تشرين الأول 2018، أن مركز الاتصالات الحكومية التابع لوكالة الاستخبارات البريطانية “أم أي 6” اعترض اتصالات داخلية أجرتها رئاسة الاستخبارات السعودية تحمل أوامر من “أحد أفراد الأسرة المالكة” باختطاف من تم وصفه بـ “الصحافي المزعج”، وإعادته إلى السعودية.
وأضافت “إكسبريس” أن مصادر استخباراتية أخبرتها بأن الأوامر يبدو أنها لم تصدر مباشرة عن “حاكم الأمر الواقع” ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولا يعرف ما إذا كان على علم بها.
وأوضحت المصادر “برغم أن الأمر صدر باختطاف خاشقجي وإعادته إلى الرياض، إلا أنه ترك الباب مفتوحاً أمام تدابير أخرى إذا تبين أنه مزعج فعلًا”.
وتابعت القول: “أدركنا أن شيئاً ما كان ليحدث في الأسبوع الأول من سبتمبر/ أيلول الماضي، أي قبل ثلاثة أسابيع من وصول خاشقجي إلى القنصلية، واستغرق الأمر المزيد من الوقت لظهور تفاصيل أخرى”.
وأكدت المصادر أن وكالة الاستخبارات البريطانية حذرت جهاز الاستخبارات السعودي وطالبته بإلغاء المهمة باعتبارها “غير جيدة”، غير أن السعوديين تجاهلوا الطلب البريطاني، وفقاً لما أظهرته الأحداث، بحسب مصادر بريطانية تحدثت للصحيفة.
ومضت المصادر قائلة: “أدركنا تحرك مجموعة تضم أعضاء من الاستخبارات العامة السعودية في اتجاه إسطنبول، وكان واضحاً تماماً طبيعة هدفهم”.
ونقلت “إكسبريس” عن ما وصفته بـ “أحد أصدقاء خاشقجي المقربين” تأكيده بأن “جمال كان على وشك الحصول على “أدلة موثقة” تثبت استخدام السعوديين أسلحة كيميائية في حربها على اليمن”.
وأضاف الصديق: “قابلت جمال قبل أسبوع من مقتله، كان متحمساً وكان قلقاً، وعندما سألته لم يكن يود الرد، لكنه أخبرني في النهاية أنه بصدد الحصول على دليل يثبت استخدام السعوديين أسلحة كيميائية في اليمن”.
وكان الخبير في الأسلحة الكيماوية كول هاميش دي بريتون غوردون قد قال، في وقت سابق: “إذا كان لدى خاشقجي، في الواقع، ما يثبت أن المملكة العربية السعودية تعمدت إساءة استخدام الفسفور لهذا الغرض، فإنه سيكون محرجاً للغاية بالنسبة إلى النظام (السعودي)، ويوفر الدافع الأقرب للسبب في أن الرياض ربما تكون قد تصرفت بالشكل الذي تم ضد خاشقجي”.