في فضيحة جديدة للسعودية، كشفت وثيقة سرية عن حجم الضغوط التي مارستها دول تحالف العدوان بقيادة السعودية على الأمم المتحدة لتقديم دعاية إعلامية مقابل الحصول على مساعدات في اليمن.
تقرير: مودة اسكندر
تتكشف تباعاً حجم الأموال التي أنفقتها السعودية لتحسين صورتها حول العالم، وتحديداً فيما يتعلق بالعدوان على اليمن، المأساة الأكبر في التاريخ المعاصر، والذي تعرض لحملة تضليل إعلامية ترويجية لمصلحة كل من الإمارات والسعودية.
هذا ما أثبتته وثيقة داخلية للأمم المتحدة تحمل عنوان “خطة الطريق”، تكشف عن تورط السعودية في الضغط على وكالات الإغاثة العاملة في اليمن، من أجل توفير “دعاية ملائمة” عن المملكة وتحسين صورتها أمام الرأي العام العالمي.
ونشرت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية الوثيقة التي تضمنت شروط ميزانية العمل الإنساني لعام 2018 في اليمن، ويظهر فيها حجم الضغوط التي مورست على المنظمة الأممية من أجل تسويق مساعدات إنسانية قدمتها الرياض بقيمة 930 مليون دولار.
وبحسب الوثيقة، فإن هذه الضغوط جاءت من جهات تربط العلاقات العامة بالمال من قبل جهات سعودية وإماراتية ضغطت على الأمم المتحدة لرفع مكانتها كجهات خيرية مانحة.
وتورد الوثيقة أنّ المنح المستقبلية التي يوزعها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، للوكالات الإغاثية، بما في ذلك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومنظمة الصحة العالمية، و”يونسيف”، يجب أن تكون مرتبطة بقيمة “الدعاية المفيدة” الممنوحة للسعودية.
تتم هذه الدعاية، بحسب الوثيقة، من خلال 48 خطوة تتخذها الوكالات للتعريف بالنشاط السعودي، وتتضمن توثيق الأنشطة المدعومة من السعودية والإمارات في اليمن، في صور فوتوغرافية ومواد فيديو، يُضاف إليها فعاليات تعقد في نيويورك وتركز على حجم استجابة دول العدوان للحاجات الإنسانية في اليمن.
وعلى الخط الدعاية المقدمة من وسائل الإعلام، ضغط التحالف على الوكالات المسؤولة عن تحديد جهة مركزية توحد التقارير التي تروج للمساعدات في مقالات صحف يومية معترف بها، مثل “نيويورك تايمز”، أو “ذا غارديان”، فضلاً عن وسائل إعلام محلية يمنية، كشرط أساس للحصول على هذه المساعدات.