نبأ نت – ماتت الطفلة أمل حسين ومات معها ما تبقى من ضمير في العالم، هي الطفلة التي ظهرت صورتها وهي ملقاة على سرير مستشفى في شمال اليمن، لخصت الظروف القاسية لبلدها الذي مزقته الحرب، حرب جعلت من الأطفال أول الضحايا، فكان الجوع والمرض والأحزان نصيبهم الأوفى الذي جعلهم رمز لمأساة اليمن.
على بعد 4 أميال من المستشفى، توفيت أمل (7 أعوام) في مخيم للاجئين، يوم الخميس 1 نوفمبر / تشرين الثاني 2018، بعد تدهور حالتها، حيث ازدادت حالة القيء والإسهال المتكرر. وبعد ثلاثة أيام من خروجها من المستشفى، توفيت، وفق ما نشرت صحيفة “نيويورك تايمز”.
بيّنت الصحيفة أن طبيباً في المستشفى قد حث والدة أمل على نقل الطفلة إلى مستشفى “أطباء بلا حدود” في منطقة عبس في شمال اليمن، على بعد حوالي 15 ميلاً من مكان إقامتها، لكن وضع العائلة المالي لم يسمح بذلك، فقد ارتفعت أسعار الوقود بنحو 50 في المئة في عام 2017، كجزء من انهيار اقتصادي أوسع، الأمر الذي دفع حتى الرحلات القصيرة المنقذة للحياة بعيداً عن متناول العديد من العائلات.
تقول والدة أمل: “لم يكن لدي نقود لنقلها إلى المستشفى فأخذتها إلى المنزل. قلبي مكسور”، في كلمات تغص بالبكاء أثناء مقابلة هاتفية لها مع الصحيفة. تضيف الأم المفجوعة “كانت أمل تبتسم دائماً. الآن أنا قلقة على أطفالي الآخرين”.
والطفلة أمل هي واحدة من 1.8 مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية الحاد، وهناك مخاوف من أن مجاعة كارثية قد تغرق البلاد في الأشهر المقبلة.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من أن عدد اليمنيين الذين يعتمدون على الحصص الغذائية الطارئة 8 ملايين، قد يرتفع إلى 14 مليون نسمة، ما يشكل حوالي نصف سكان اليمن، في ما أكد خِيرت كابيلاري، المدير الإقليمي لـ “يونيسف”، أن “1,8 مليون طفل تحت سن الخامسة يواجهون سوء التغذية الحاد، و400 ألف سوء يواجهون التغذية الحاد الوخيم”.