رأت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن ثمة شكوكاً حقيقية حول ما سيحدث في السعودية بعد الأزمة التي أثارتها جريمة اغتيالها للكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصليتها في إسطنبول.
تقرير: ولاء محمد
ما زالت جريمة اغتيال الكاتب الصحافي جمال خاشقجي تلقي بظلالها على الأوضاع السياسية والاقتصادية المرتبطة بالمملكة. وتحت عنوان “قضية خاشقجي قد تخلّ بالخلافة”، نشرت صحيفة “فاينانشال تايمز” تقريراً لمحرر الشؤون الخارجية فيها ديفد غاردنر، أشار فيه إلى أن الملك سلمان تدخل مرتين هذه السنة لتعديل قرارين اتخذهما نجله محمد.
فقد أوقف الملك خطة ولي عهده بشأن طرح شركة “أرامكو” للاكتتاب في الأسواق المالية، كما خفف من اندفاعته اتجاه ما يسمى “صفقة القرن” الأميركية، ووصلت هاتان القضيتان إلى مسامع الملك، بحسب الصحيفة، من خلال ردات الفعل الدولية، وليس في إطار نقاش داخل العائلة الحاكمة.
وتركت قضية اغتيال خاشقجي آثاراً على خلافة العرش ومستقبل بيت آل سعود. يؤكد غاردنر أن “جريمة الاغتيال مزقت الصورة التي حاول ابن سلمان ان يظهر فيها على أنه مصلح، وكشفت الجريمة على العكس من ذلك عن عجز مدو وغطرسة ووحشية فجة”.
ومع ذلك، لا يبدو أن الإدارة الأميركية مستعدة للتخلي عن ابن سلمان الذي يمكن له الاعتماد على دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب له، لأن التهديدات التي أطلقها الأخير وتحدث فيها عن “عقوبات شديدة” على الرياض، هدفها ذر الرماد في العيون.
وفي نهاية مقاله، يطرح الكاتب سيناريو لتجاوز هذه المرحلة يتمثل بإعادة دور التشاور الداخلي في وسط العائلة المالكة كآلية لبناء التوافق، وبالتالي إعادة توزيع السلطة، لكنه يستدرك بالقول بأن ذلك “لا يبدو أنه سيكون ممكناً في الوقت الحالي بعد انقلابات القصر التي شهدها العام الماضي، والتي استهدفت سحق منافسي محمد بن سلمان على ولاية العرش”.