فلسطين المحتلة / نبأ – قال رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو إن تل أبيب وبعض الدول العربية “يمرون في عملية تطبيع للعلاقات من دون أن يشترط الحكام العرب إحراز أي تقدم على مسار التفاوض مع الفلسطينيين”.
وشدد نتنياهو، خلال لقائه بسفراء الكيان في دول عدة، يوم الأحد 16 ديسمبر / كانون الأول 2018، على أن “تحولاً هائلاً قد طرأ بسبب حاجة العالم العربي للتكنولوجيا والابتكارات التي ينتجها الكيان”، مشيراً إلى العلاقات بين تل أبيب وبعض الدول العربية “باتت أكثر قوة من دون الفلسطينيين”، لافتاً الانتباه إلى أنه “كلما تعاظمت قوة الاحتلال العسكرية فإنها تحسن المكانة الدبلوماسية”.
وإذ أشار إلى أن “التطور في العلاقة مع العالم العربي يتواصل على الرغم من الجمود على مسار التفاوض مع الفلسطينيين”، ذكر أن “حدوث اختراق في المفاوضات مع الفلسطينيين كان يمكن أن يسمح بتطبيع العلاقات مع العالم العربي بعيد التوقيع على أوسلو”، متهماً المقاومة الفلسطينية بـ “الحيلولة دون ذلك”.
وأشار إلى أن لديه “تصوراً آخر للعلاقة بين التطبيع مع العالم العربي وإمكانية إحراز تقدم على مسار العلاقة مع الفلسطينيين”، مشددا على أنه “ثبت أن التطبيع مع العالم العربي وتطور العلاقة معه هو ما قد يفضي إلى تحسين العلاقة مع الفلسطينيين، وليس العكس”.
وكان نتنياهو قد أبلغ سفراء الكيان في أوروبا، خلال الأسبوع الماضي، بأنه يتوقع أن تسمح السعودية لطائرات شركة “إل عال” الإسرائيلية بالتحليق في أجوائها، إلى جانب تأكيده أن سلطان عُمان قابوس بن سعيد وافق، خلال اجتماعه به، في مسقط، في نوفمبر / تشرين الثاني 2018، على السماح لطائرات الشركة التابعة للكيان بالتحليق في أجواء السلطنة.
من ناحيتها، لم تستبعد صحيفة “معاريف”، في عددها الصادر يوم الإثنين 17 ديسمبر / كانون الأول 2018، أن يكون التطور على مسار التطبيع مرتبطاً بما نشر قبل أسبوعين ونصف حول تحرك مشترك اتفق عليه كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لتشجيع الدول العربية على توسيع علاقاتها بإسرائيل.
وفي سياق متصل، قال معلق الشؤون العربية في إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، جاكي حوكي، إن “السعودية والدول التي تدور في فلكها تواصل إرسال بوادر حسن النية اتجاه إسرائيل”.
وقال إن ابن سلمان “أقدم على عدة خطوات كبيرة في مجال مغازلة إسرائيل، على رأسها إعلانه خلال مقابلات مع وسائل إعلام أميركية بأن لليهود حقا في “وطن” لهم”.
وبحسب حوكي، فإن “الدول العربية تحصل على ما تريد من إسرائيل حتى بدون تدشين علاقات دبلوماسية”، مشيراً إلى أن “إسرائيل تسمح لشركات السايبر (الأمن الإلكتروني) فيها بتزويد بعض الدول العربية ببرمجيات، إلى جانب إرساء الكثير من مظاهر الشراكة في المجال الأمني والسياسي والإعلامي.
وأوضح أن “السعودية والدول التي تسير في ركابها تنظر إلى إسرائيل” كـ “معجزة”، لأنها “تعتقد أن تل أبيب تقوم بمواجهة إيران نيابة عنها”، مشدداً على أن “أنظمة الحكم في هذه الدول ترى في طهران التهديد الوجودي الأبرز عليها”.