السودان / نبأ – تجددت الاحتجاجات الشعبية في عدد من مدن السودان خاصة العاصمة الخرطوم، يوم الجمعة 28 ديسمبر / كانون الأول 2018، وذلك في ما سُميت “جمعة الوفاء للشهداء”.
وأطلقت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في أحياء “المنشية” و”ود نوباوي” و”الشعبية” و”بري” و”الرياض” في الخرطوم، وقام المتظاهرون بقطع الشارع الرئيس الرابط بين الخرطوم ومدينة ود مدني، في حين أفاد شهود عيان بخروج متظاهرين في قرية الكسمبر في ولاية الجزيرة.
وفي حي ود نوباوي، المعقل التاريخي لطائفة الأنصار الدينية، خرج المئات من المتظاهرين مطالبين بسقوط النظام ومؤكدين سلمية التظاهرات، إلا أن قوات الشرطة التي تمركزت قبل صلاة الجمعة بوقت طويل أمام “مسجد السيد عبد الرحمن المهدي” الذي انطلقت منه المظاهرة، أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
وفي حي المنشية في شرق الخرطوم، خرج عشرات الأشخاص مرددين الشعارات المعتادة “سلمية سلمية ضد الحرامية، والشعب يريد إسقاط النظام”، وغيرها من الشعارات.
ونشرت السلطات قوات عسكرية ضخمة حولت معظم أجزاء العاصمة الخرطوم إلى ثكنات عسكرية، ولم تثن التعزيزات الأمنية المصلين من الخروج وهم يهتفون “حرية سلام وعدالة، والثورة خيار الشعب”، وتعاملت الشرطة مع المحتجين بإطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية.
كما نظم محتجون مظاهرات في مدن عدة بينها بورتسودان والقطينة والدندر، ونجح محتجون في مدينة عطبرة في ولاية نهر النيل في الخروج إلى الشوارع.
وبحسب شهود عيان، فقد اعتقلت القوات صحافيَّيْن كانا يغطيان مظاهرات الخرطوم، كما كان لافتاً للانتباه منذ صباح الجمعة تحرك أرتال من ناقلات الجنود المزودة بمدافع في مناطق عدة في “شارع النيل” بالخرطوم و”الفتيحاب” في أم درمان، كما تمركزت ناقلات عند “ميدان الرابطة” في “حي شمبات” في منطقة الخرطوم البحرية.
واستبق الأمن السوداني، يوم الخميس 27 ديسمبر / كانون الأول 2018، مظاهرات “جمعة الوفاء للشهداء” باعتقال المزيد من المعارضين، وشملت قادة في أبرز تحالفين للمعارضة، هما “نداء السودان” وقوى “الإجماع الوطني”.
كما دهمت قوة من جهاز الأمن منزل محمد سيد أحمد سر الختم من “الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل” واقتادته مع محمد حمد سعيد الأمين العام لـ “الحزب الوطني الاتحادي”، عقب اجتماع لقوى “نداء السودان”.
وكانت حركة “الإصلاح الآن” قد صرحت بأن قراراً وشيكاً سيصدر عنها بفض الشراكة السياسية والانسحاب من عضوية البرلمان القومي والبرلمانات الولائية.
وأوضح ممثل الحركة في البرلمان، فتح الرحمن فضيل، أن الأزمة الحالية سببها تعنت الحكومة.
وكشفت بيانات رسمية عن أن ما لا يقل عن 19 شخصاً قتلوا في الاحتجاجات، منهم جنديان، في حين أكدت منظمة العفو الدولية، يوم الثلاثاء 25 ديسمبر / كانون الأول 2018، أن ما لا يقل عن 37 شخصا لقوا حتفهم، برصاص الشرطة.