لم تتوقّف ردود الأفعال الغاضبةِ بعد يوم من صدور حكم الإعدام بحقّ الشّيخ النمر. من منطقةِ القطيف؛ صدحَ صوتُ الأحرارِ، وسجّلَ كلمته الرّافضة إزاء هذا الحكم “غير العادل وغير اللائق”، كما قال الشيخ عبد الكريم الحبيل في خطبة اليوم.
صوتُ الأحرارِ اعتلى إذن، والحكم الذي أراد النّظامُ أن يكون أداةً لإرعابِ النّاس وتخويفهم؛ كان عاملاً جديداً لتمزيقِ الصّمت وكسْر جدران الخوف.
إلى ذلك، فإن المملكة عليها أن تُعيدَ – لمرّات عديدةٍ – حساباتها في الدّاخل والخارج، وليس مستبعداً أن جرأتها على إصدار حكم الإعدام، وإنْ كان حكماً ابتدائيّاً، إلا أنّه يؤشِّر على مدى الترنّحِ الذي يستولي على رأس الهرم السياسيّ والعسكريّ والأيديولوجيّ في البيت السّعودي الحاكم، وهو ترنّحٌ يمكن أن يُفضي إلى نكسةٍ مستفحلةٍ في بنية النّظام، ليس بعيداً أن تكون العاجلةُ الأخيرة لهذا العبء الاستبداديّ الذي طالما عانى منه المواطنون في عموم البلاد:
(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)