روسيا / نبأ – قال الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية “أن أس إيه”، إدوارد سنودن، إنه لو رفضت شركة “أن أس أو” الإسرائيلية، المطوِّرة لبرامج إلكترونية تستخدم للتجسس بواسطة الهواتف النقالة، بيع منظومة التجسس للسعودية لربما كان الكاتب الصحافي جمال خاشقجي لا يزال على قيد الحياة.
وتحدث سنودن، الذي سرب كمية كبيرة من وثائق الوكالة بشأن الحرب الإلكترونية التي تشنها الولايات المتحدة في أنحاء العالم، إلى صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، قائلاً: “لا أدعي أن “أن أس أو” ضالعة في اختراق هاتف خاشقجي، ولذلك فإن نفيهم لا يأخذنا بعيداً. وما تظهره الأدلة هو أن منتجات هذه الشركة كانت ضالعة في اختراق هواتف أصدقائه، عمر عبد العزيز ويحيى عسيري وغانم المصارير”.
وأضاف سنودن، الذي يقيم حاليا في روسيا كلاجئ، “كان بودي أن أصدق أن “أن أس أو” لم يخترقوا الهاتف النقال الشخصي لخاشقجي. واختراق مباشر للهدف الرئيس، أو الضحية، هو ليس الأمر المعقول فعله دائماً في العمل المخابراتي، لأنه قد يترك أدلة قضائية في الهاتف، وهذا لن يكون الاغتيال المثالي بالضبط، وتذكروا أنه يوجد دائماً مكانان على الأقل للتجسس على محادثة، لدى الضحية ولدى الشخص الذي تحدثت معه الضحية”.
ووفقاً لسنودن، فإنه “بفضل “ستيزن لاب” (منظمة حقوق الإنسان التي نشرت تقارير ضد “أن أس أو”) توجد أدلة في حوزتنا بأن هذا ما حدث في حالة خاشقجي”.
وذكر أن “السعوديين علموا أنه يتعين على خاشقجي الحضور إلى لقاء في قنصليتهم، ولم يكن يتوجب عليهم أن يكتشفوا موقعه. وما احتاجوه هو فحص ما إذا كانت الحركة الإصلاحية تشكل خطراً كبيراً كافياً على النظام، حتى يخاطر بقتل قادة الحركة”.
وتابع سنودن قوله، وفق ما نشر موقع “عربي 21” الإلكتروني: “أنا واثق أنه في هذه النقطة بالضبط دخلت “أن أس أو” إلى الصورة، ويظهر من القرائن أنه جرى استخدام “بيغاسوس” (برنامج تجسس صنعته “أن أس أو”) من أجل التوغل إلى هواتف شبكة معارف خاشقجي، واستناداً إلى ما عرفوه ضغط السعوديون على الزناد”.
وأكد سنودن أنه “توجد إمكانية حقيقية بأنه لو رفضت “أن أس أو” بيع هذه التكنولوجيا الخطيرة للسعودية، وهي دولة لديها تاريخ طويل في انتهاك حقوق الإنسان، لربما خاشقجي كان لا يزال على قيد الحياة، لكن سواء اتفقتم معي أم لا، واضح أن هذا عمل خطير، وأعتقد أن هذا هو التناقض الخطير لهذه القصة: هم يقولون إنهم ينقذون الحياة، لكن الأدلة تشير إلى أنهم يتسببون بالنتيجة المعاكسة تماماً”.
وكان شاليف حوليو، مدير عام شركة “أن أس أو” الإسرائيلية، قد أكد أنه تم استخدام برامج طورتها الشركة، مثل برنامج “بيغاسوس”، من أجل التجسس على أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، ووزير خارجيتها، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.