لبنان / نبأ – أكد موقع “ميدل إيست آي” الإلكتروني البريطاني إن مؤسس حركة “كرامة” المعارضة للنظام السعودي، الدكتور معن الجربا، الذي يقيم في لبنان، كان من الممكن أن يكون بموقف مشابه لما حصل مع الكاتب الصحافي جمال خاشقجي، الذي اغتيل في سفارة بلاده في اسطنبول.
ونقل الموقع، في تقرير لمراسله في بيروت بول خليفة، عن مصدر قريب من الجربا قوله إن “الأحداث وقعت قبل 10 أيام من مقتل خاشقجي في تركيا في 2 من أكتوبر 2018، وعلى غرار ما حدث مع خاشقجي، ورد أن السلطات السعودية أبلغت جربا أنها تريد التحدث معه لإقناعه بالعودة إلى السعودية”.
وأضاف المصدر: “يبدو أن النظام السعودي كان ينوي وضع حد لحياة مؤسس حركة “كرامة” التي تنشط بالأساس خارج البلاد، وذلك من خلال التخطيط لقتله داخل السفارة السعودية في لبنان. لكن، كان الجبرا قادراً على تلافي ذلك عن طريق اصطحاب حراس شخصيين معه”.
وفي حديثه إلى موقع “ليبانون ديبايت” الإلكتروني اللبناني، أوضح المعارض السعودي أن سلطات بلاده خططت لوضع مكيدة للإيقاع به في سفارتها في لبنان وقتله في شهر أيلول / سبتمبر 2018.
وأشار “ليبانون ديبايت” إلى أن الجربا “ينتمي إلى عائلة سنّية نافذة في السعودية، التي تربطها مع آل سعود علاقات زواج. كما كان مناصراً لإنشاء دستور سعودي ووضع أسس نظام ديمقراطي قوامه الانتخابات”.
وبشكل مماثل لجريمة القنصلية السعودية في إسطنبول، سعت السلطات السعودية إلى إقناع الجربا بأنها على استعداد لإجراء محادثات سلمية بهدف إعادته إلى المملكة. وبعد إجراء العديد من المكالمات الهاتفية فيما بينهما، اقترح المسؤول عن المفاوضات الاجتماع بالجربا لوضع تفاصيل عودته إلى مسقط رأسه، وهو ما قابله الجربا بموافقة مبدئية مقابل شرط واحد يتمثل في أن يدور الاجتماع في مكان محايد مثل مقهى أو مطعم.
وأفاد المصدر المقرب من الجربا بأن الطرفين اتفقا على الاجتماع في مبنى في بيروت تعود ملكيته إلى السفارة السعودية، فتوجه الجربا نحو المكان المتفق على اللقاء فيه خلال اليوم المحدد، مصحوباً بثلاثة حراس شخصيين مسلحين وفرقة دعم موجودة على مقربة من المكان.
وبحسب المصدر المقرب من الجربا، فإن “مسؤولي السفارة فوجئوا برؤية الحراس الشخصيين على الرغم من أنهم كانوا مصحوبين بحراسة مشددة، حيث أنهم كانوا يعتقدون أن الشيخ سيأتي بمفرده.
وبين “ميدل إيست أي أن “المسؤولين الذين تكفلوا بمحاورة الجربا حاولوا بشدة إقناعه بالعودة إلى المملكة العربية السعودية، قائلين إنه سيكون “حراً” لممارسة أعماله كما يشاء. وعمل المحاورون على انتقاد موقف الجربا المؤيد للمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، فضلاً عن الدعم الذي زعموا أنه يتلقاه من طرف إيران، معتبرين أنه يضر المملكة بشدة”.
وبعد الإشادة بالتغييرات التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وحثْ الجربا على ضم جهوده إلى مجهودات ابن سلمان لبناء “المملكة العربية السعودية للغد”، قابل المعارض السعودي هذه العروض بالرفض.
واختتم الطرفان اجتماعهما بقطع المزيد من الوعود والاتفاق على إجراء العديد من المحادثات في المستقبل.
ويقول “ميدل إيست اي” أن خاشقجي لم يحالفه الحظ هو الآخر، حيث تمكن المسؤولون السعوديون في القنصلية في إسطنبول من إغرائه وجره إلى داخل مبنى القنصلية حيث كان ينتظره فريق من القتلة السعوديين.
وفي شأن ذي صلة، صرح المصدر المقرب من الجربا أن شركاءه “اقتنعوا بأنه نجا بصعوبة من مصير مماثل، لقد اتخذ احتياطاته وتوجه إلى الاجتماع مصحوباً بحراسه الشخصيين، وهو ما أنقذ حياته على الأرجح”.
جدير الذكر أن جميع الاتصالات بين الجربا والسفارة السعودية في بيروت انقطعت منذ مقتل خاشقجي.
في 17 ديسمبر / كانون أول 1979، شهدت بيروت اختطاف الكاتب ناصر السعيد بسبب تأليفه كتاباً ينتقد آل سعود ، حيث نُقل إلى مطار بيروت وأُجبر على الصعود على متن طائرة متجهة إلى المملكة العربية السعودية، ويذهب بعض المطلعين إلى الاعتقاد بأن المسؤولين السعوديين ألقوا بالسعيد من الطائرة على ارتفاع 10 آلاف قدم، ولم يعثر على جثته إلى اليوم، وفقاً لـ “ميدل إيست أي”.