ولي العهد محمد بن سلمان (صورة من الأرشيف)

“دير شبيغل”: مقتل خاشقجي ما زال يؤرق ابن سلمان

السعودية / نبأ – قالت مجلةُ “دير شبيغل” الألمانيةُ إنَّ قضيةَ مقتل الكاتب الصحافي جمال خاشقجي ما زالَت تؤرق وليَّ العهد السعودي محمد بن سلمان لا سيّما في ظلِّ محاولات الكونغرسِ الأميركي وتركيا الدفعَ بها إلى الأمام.

وأضافَت المجلة، في تقرير، أنه “بالرغمِ من أنَّ مقتل خاشقجي يبدو وكأنه دخل طيَّ النسيانِ لكنّ الرياضَ مهددة الآن بالمتاعب مرةً أخرى، بسبب تركيا والكونغرسِ الأميركي”.

ووفقاً للمجلة، فإنَّ “وزيرَ الخارجيةِ السعودي السابق عادل الخبير أدخل قيادات المملكة في حرج بسبب تصريحات له فيما يخصّ مقتل خاشقجي، خلال مقابلةٍ مع شبكةِ “سي بي إس” الأميركية”.

وتابعت “دير شبيغل” قائلة: “مر نصف سنة تقريباً على مقتل خاشقجي في زيارة له لقنصلية بلاده في اسطنبول، ويؤكد المحققون الأتراك أن القيادة في الرياض قد أمرت بهذه الجريمة. وقام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بتغيير روايته في القضية مرات عدة، فقط ليؤكد أنه ليس له علاقة له بالقتل”.

بيد أن ابن سلمان “مقتنع بأنه قادر على الاستفادة من الأزمة، ويصور نفسه بأنه رقيب على الجريمة التي ارتكبها 11 مسؤولاً تابعاً من دون علمه، ويواجه 5 منهم عقوبة الإعدام”، بحسب المجلة الألمانية.

وما زال كبير مستشاري ابن سلمان السابق سعود القحطاني يتمتع بصلاحياته إلى الآن، وفقاً لتقرير صدر عن صحيفة “وول ستريت جورنال”، “بالرغم من أن تم توقيفه باعتباره المشتبه في أنه العقل المدبر للقتل”.

وأردفت “دير شبيغل” قولها: “يبدو أن الأمر كما لو أن قضية خاشقجي اختفت من الرأى العام، وكأن المجتمع الدولى قد ارتضى بأعذار النظام، لكن الآن يزيد الضغط على المملكة العربية السعودية مرة أخرى”.

وفي بداية فبراير / شباط 2019، ألقت مقررة الأمم المتحدة الخاصة أغنيس كالامارد باللوم على العائلة المالكة في السعودية في جريمة القتل بعد زيارتها إلى تركيا. وقالت كالامارد إن “خاشقجي كان ضحية القتل الوحشي والمدروس، الذى تم التخطيط له مسبقاً وتم تنفيذه من قبل ممثلي الدولة السعودية”.

ويتزايد انتقاد القيادة السعودية أيضاً في الولايات المتحدة، فـ “على الرغم من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يواصل دفاعه عن ولي العهد الأمير بن سلمان ، الذي يرتبط معه سياسياً وتجارياً، أطلق الكونجرس الآن مزيداً من العقوبات على السعودية بعد أن أقر البيت الأبيض مهلة في الأسبوع الماضي للتقرير حول قضية القتل، وحول تقييد مبيعات الأسلحة إلى المملكة”، حسبما ذكر تقرير “دير شبيغل”.

وبما أن حكومة ترامب لا تنوي تقديم تقرير كامل عن قتلة خاشقجي، فقد قال السيناتور الأميركي بوب مينديز إنه “حان الوقت لكي يتدخل الكونجرس الأمر الذى يترتب عليه عواقب حقيقية”. وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد ذكرت في الآونة الأخيرة أن ابن سلمان قد هدد قبل عام بقتل خاشقجى بالرصاص، وفقًا لمعلومات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي أي آيه”، وفقاً لما نقله موقع “مصر العربية” الإلكتروني عن المجلة الألمانية.

ووفقاً لـ “دير شبيغل”، فإن “المسؤولين الأميركيين ينضمون الآن بمطالبهم الخاصة بالعقوبات إلى تحالف من المنظمات غير الحكومية مثل منظمة “مراقبة حقوق الإنسان” ومنظمة “مراسلون بلا حدود” الذين يتهمون ترامب بالتستر على مقتل خاشقجي لمصلحة الحكومة السعودية”.