الولايات المتحدة / نبأ – اعتبرت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية أن الفكرة القائلة بأن الولايات المتحدة قد تبيع تكنولوجيا نووية متطورة إلى السعودية من شأنها أن تمكن نظام ولي العهد محمد بن سلمان “المتهور” من صنع أسلحة نووية، تبدو غريبة وخطيرة إلى حد كبير.
وتساءلت الصحيفة بالقول، في تقرير: “هل يمكن أن يتجه ترامب إلى مثل هذه الخطوة الخطيرة بعد كل التحذيرات الأميركية والإسرائيلية من خطر حصول إيران (خصم السعودية اللدود) على القنبلة النووية؟”.
ووفق تحقيق أجراه الكونغرس، فإن مسؤولين رفيعي المستوى في البيت الأبيض، وبعض الجنرالات المتقاعدين، وأقارب الرئيس دونالد ترامب المقربين ورجال الأعمال، سعوا سراً إلى خطة بمليارات الدولارات لإبرام صفقة نووية مع الرياض.
وركزت نتائج هذا التحقيق التي نشرها نواب ديمقراطيون الأسبوع الماضي، بشكل خاص، على شخصيتين بارزتين هما جاريد كوشنر صهر ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، والجنرال مايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق. وكلاهما ورد اسمه بشكل بارز في تحقيقات روبرت مولر بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية.
وتسعى لجنة الرقابة في مجلس النواب إلى توسيع تحقيقاتها بهذا الشأن على وجه السرعة، لتحديد ما إذا كانت الإجراءات التي تتبعها إدارة ترامب تصب في مصلحة الأمن القومي أم أنها تخدم أولئك الذين يسعون فقط لجني المال.
أضف إلى ذلك ما تم الكشف عنه من جولة سيقوم بها كوشنر هذا الأسبوع إلى عواصم بالشرق الأوسط، بينها الرياض، والمعلن ظاهريا أنها لمناقشة التنمية الاقتصادية وسلام الشرق الأوسط.
ويقول تقرير لجنة الرقابة “يشعر الخبراء بالقلق من أن نقل التكنولوجيا النووية الأميركية الحساسة قد يسمح للسعودية بإنتاج أسلحة نووية تسهم في انتشار الأسلحة النووية بمنطقة الشرق الأوسط غير المستقرة أصلاً”.
واستشهد في ذلك بتصريحات لولي العهد السعودي في عام 2018 قال فيها: “من دون شك، إذا طورت إيران قنبلة نووية، فسوف نتبعها في أقرب وقت ممكن”، وفق ما نشر موقع “الجزيرة” الإلكتروني.
وإذا تمت هذه الصفقة فإن إيران، التي انسحب ترامب، في عام 2018، من الاتفاق النووي معها، قد ترفض ممارسة ضبط النفس. كما يمكن لبلدان أخرى شرق أوسطية أن تتبع ذلك مما يؤدي نهاية المطاف إلى إشعال سباق التسلح النووي، وفق “ذا غارديان”.
وربما يساعد هذا التحقيق أيضاً في فهم لماذا قد تساعد قضية “الأسلحة النووية إلى السعودية” أيضاً في تفسير موقف ترامب من قضية الكاتب الصحافي جمال خاشقجي وتبرئته لولي العهد السعودي محمد بن سلمان من جريمة قتله، في قنصلية المملكة في إسطنبول مطلع أكتوبر / تشرين أول 2018، فضلاً عن تجاهل ترامب لجرائم الحرب السعودية في اليمن وغيرها من الانتهاكات.