نيوزيلندا / نبأ – استشهد 49 شخصاً، وأصيب 50 آخرين، يوم الجمعة 15 مارس / آذار 2019، في هجوم نفذه شخص أسترالي مسلح على مسجدين، في مدينة كرايست تشيرش في ولاية ساوث آيلند، في نيوزيلندا.
وأعلن مفوض الشرطة النيوزيلندية، مايك بوش، مقتل 49 شخصًا، جراء الهجوم الإرهابي الذي استهدف المسجدين أثناء صلاة الجمعة، وفق وكالة “الأناضول” للأنباء.
ويدعى المتهم الأسترالي، الذي ألقت الشرطة القبض عليه، برينتون تارانت (28 عاماً) نشر عبر بث مباشر تفاصيل جريمته البشعة كافة، والتي بدأها من مركبته، حيث ظهرت فيها عدة أسلحة آلية سوداء في المقعد المجاور له.
وأظهر البث المباشر نزول الرجل من سيارته ، مرتديا لباساً عسكرياً، حيث قام بتجهيز بندقيته وتوجه نحو المسجد، ترافقه موسيقى حماسية باللغة الصربية تشير إلى رادوفان كاراديتش، الملقب بـ”سفاح البوسنة”، وهو سياسي مدان بـ”ارتكاب إبادة جماعية” و”جرائم ضد الإنسانية” ضد المسلمين إبان حرب البوسنة بين عامي 1992 و1995، ليتنقل بعدها في شوارع المدينة بين سياراتها، مواصلا الاستماع للموسيقى.
وبدأ بإطلاق النار على الموجودين قرب المسجد فور اقترابه منه، ثم دخله وأخذ يطلق النار على الموجودين داخله، وكرر ذلك للتأكد من مقتلهم جميعاً، كما أنه عاد إلى سيارته لتبديل مخزن السلاح، وتوجه بعد ذلك إلى المسجد معاوداً إطلاق النار على الموجودين فيه، ثم خرج من المسجد وأطلق النار على أشخاص كانوا في شارع ملاصق له.
وبحسب “الأناضول”، فإنه بعد خروجه استهدف سيدة كانت تسير قرب سيارته من بعد، وعندما اقترب منها كانت تقول بلغة إنجليزية “ساعدوني ساعدوني”، ليطلق عليها النار ثانية ويطرحها أرضا، وبعدها يغلق صندوق سيارته الخلفي، وينطلق بها داهساً السيدة التي قتلها قبل ثوان فقط، مبتعدا عن المسجد.
تجدر الإشارة إلى الهجوم الذي صوره الإرهابي هو على “مسجد النور”فقط، الذي قتل فيه 41 شخصاً، قبل أن يتجه إلى “مسجد لينوود” لاحقاً ويقتل فيه 7 أشخاص آخرين، فضلا عن ضحية أخرى توفيت في المستشفى بعد نقلها من المسجد.
ووصفت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن الهجوم على المسجدين بـ “الإرهابي”، وقالت إن “هذا واحد من أسوء أيام نيوزيلندا… من الواضح أن ما حدث هنا عمل غير عادي من أعمال العنف ولم يسبق له مثيل”، ورفعت درجة التهديد الأمني.
ونشر تارانت بياناً عبر الإنترنت، شرح فيه “دوافعه” للجريمة، وأقر فيه بأنه أقدم على الإجرام بدافع “الإرهاب”، واعتبر القاتل أن “تدفق المهاجرين على الدول الغربية يشكّل أخطر تهديد لمجتمعاتها، ويرقى إلى ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية للبيض”، وأن وقف الهجرة وإبعاد “الغزاة” الموجودين على أراضيها ليس “مسألة رفاهية لشعوب هذه الدول، بل هو قضية بقاء ومصير”، حسب ما أورد موقع “الميادين” الإلكتروني.
أما أهداف العملية، بحسب منفّذ الهجوم، فهي “تقليص الهجرة بترهيب الغزاة وترحيلهم”.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.