تقرير: هبة العبد الله
بينما تعتبر المملكة السعودية الحليف الأكثر أهمية بالنسبة للولاءات المتحدة في الشرق الأوسط، إلا أن العلاقة الثنائية بين البلدين تمر بتحول خطير بفعل تزايد الضغط السياسي الأميركي على الرئيس الأميركي دونالد ترامب من قبل الكونغرس المنزعج من الرياض بسبب الملفات الشائكة كاغتيال الكاتب الصحافي جمال خاشقجي، واعتقال النشطاء والمدافعين والمدافعات عن حقوق المرأة كما والعدوان على اليمن.
يشير موقع “ستراتفور” الاستخباراتي الإلكتروني إلى أن الكثير من التحولات الجيوسياسية تزاعد في زيادة التباعد بين الحلفين القديمين حيث يتطور النظام العالمي بعيداً عن هيمنة الولايات المتحدة نحو الصين، العملاق الآسيوي الصاعد بقوة، وكذلك فإن هناك عملية إعادة تشكيل أساسية لأسواق النفط والغاز العالمية، التي بنت عليها السعودية ثروتها وقوتها لعقود.
وبما أن كلا البلدين يتكيفان مع هذه الديناميات المتغيرة، فإن علاقتهما الاستراتيجية المشتركة ستتطور بعيداً عن أسس النفط ومكافحة الإرهاب والرغبة المتبادلة في محاربة إيران. ومن المحتمل، كما تظهر هذه التغييرات، ألا تتماشى أولويات البلدين المستقبلية كما كانت في العقود الماضية، بحسب “ستراتفور”.
يضيف التقرير أن العلاقة بين المملكة والولايات المتحدة حافظة على استقرارها طوال 8 عقود تقريباً، ومنذ البداية استندت الرياض وواشنطن في علاقتهما إلى الحاجات المشتركة، وليس بالضرورة القيم المشتركة غير أن خلافاتهما الواضحة لم تظهر إلى العلن إلا مؤخراً وهي تهدد استقرار التعاون القائم بينهما.
فبعد ثلاثة أرباع قرن تقريباً، أصبحت الاختلافات بين الدولتين صارخة تماماً. فالولايات المتحدة، التي تعتبر واحدة من أكثر اقتصادات العالم ليبرالية، هي عبارة عن ديمقراطية تفتخر بالتسامح الديني والثقافي. ومن ناحية أخرى، تعد السعودية، وهي دولة تستمد شرعيتها من مؤسستها الدينية، واحدة من آخر الملكيات المطلقة المتبقية في العالم، مع مساحة محدودة للغاية للمعارضة السياسية.