تونس / نبأ – التقى الملك سلمان بن عبدالعزيز بالرئيس التونسي محمد الباجي قائد السبسي، يوم الجمعة 29 مارس / آذار 2019، في “قصر قرطاج” في العاصمة تونس، التي حط فيها الملك سلمان، في زيارة لاقت انتقادات شعبية، وتخللها حزمة “قروض” سعودية لتونس، في حين رفضت جامعة منح ملك السعودية دكتوراه فخرية.
وذكر موقع “موزاييك” التونسي أن السبسي والملك سلمان حضرا توقيع اتفاقين بين وزيري خارجية البلدين، يتعلق الأول بقرض من “الصندوق السعودي للتنمية” يُخصّص لحماية المدن التونسية من الفيضانات، والثاني بتمويل صادرات سعودية لمصلحة الشركة التونسية لصناعات التكرير “ستير”.
وينعقد “ملتقى الأعمال التونسيّ السعودي” على هامشِ القمة، والذي سيشهد توقيع عقود شراكات اقتصادية.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”، فإن الملك سلمان والرئيس التونسي وقعا ثلاثة مشاريع، حيث “أزاحا الستار عن لوحة مشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لترميم جامع عقبة بن نافع والمدينة العتيقة في القيروان، ومشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لترميم جامع الزيتونة المعمور، وحجر الأساس لمشروع إنجاز وتجهيز مستشفى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الجامعي بالقيروان”.
وكان الملك سلمان قد وصل إلى تونس، يوم الخميس 29 مارس / آذار 2019، وسيرأسُ وفدَ المملكة في اجتماعات مجلسِ جامعة الدول العربية على مستوى القمة العربية، التي تنعقد في تونس، الأحدَ 31 مارس / آذار 2019.
وقوبلت الزيارة بانتقادات شعبية للحملة “الترحيبية” بالملك سلمان التي شهدت وضع صور ولافتات في شوارع من العاصمة، إذ أكد رئيس بلدية المرسى، القريبة من تونس العاصمة، محمد سليم المحرزي، من خلال تدوينة على “فايسبوك” كتب فيها: “بلدي تونس لن تكون أبدا تحت أحذية من لا يحترمون كرامة الإنسان، بلادنا تستحق أفضل من ذلك”، في إشارة منه إلى وضع حقوق الإنسان في المملكة.
وأكد المحرزي رفضه للافتات “المهينة لتونس” على غرار مواقف تونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبروا أن بلادهم لها سيادة، ولا يمكن تعليق لافتات زعماء دول أجنبية على أراضيها.
وكتب المحامي والناشط في المجتمع المدني مالك بن عمر في تدوينة له على “فايسبوك”: “تونس بلاد مستقلة وذات سيادة لا ترفع فيها صور قادة دول أجنبية”.
وأشارت وسائل إعلام تونسية إلى أن السلطات التونسية ليس لها دخل في موضوع تعليق الصور واللافتات، وكانت وراء العملية وكالات سفر، وفق ما أورد موقع “فرانس 24” الإلكتروني، فيما ذكر تونسيون على “تويتر” أن المملكة اشترت مساحات دعائية لنشر صور الملك، خشية من رد فعل من الرأي العام المحلي، شبيه لما حصل مع زيارة ولي العهد محمد بن سلمان، في نوفمبر / تشرين ثاني 2018.
وشهدت زيارة ولي العهد السعودي إلى تونس رفضا شعبياً من خلال مظاهرات، وذلك على خلفية قضية مقتل الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، يوم 2 أكتوبر / تشرين أول 2018.
وتزامناً مع زيارةِ الملك سلمان، توالَت اتهامات بممارسة الرئاسة التونسية والسفارةِ السعودية في تونس ضغوطاً على “جامعة الزيتونة” حتى تمنحَ الملك دكتوراه فخرية، بينما تمسكت الجامعة بموقفها الرافض لذلك.
ونقل موقع “عربي 21” الإلكتروني عن رئيس جامعة الزيتونة هشام قريسة تأكيده أنه “بالفعل طلبت مني رئاسة الجمهورية إسناد شهادة دكتوراه فخرية للملك السعودي”، مستدركا بقوله: “اعتذرت عن تلبية طلب الرئاسة، لعدم تعود الجامعة على إسناد مثل هذه الشهادات”.