تقرير: سهام علي
فيما تواجه جامعة الدول العربية تحديات كبرى، أبرزها غلق مسار التطبيع العربي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، يسعى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى بناء علاقات جيدة مع الحكام العرب المناهضين لإيران من الرياض إلى أبوظبي، مراهناً على أن صفقة السلام او ما تعرف بـ “صفقة القرن”، ووضع حد للصراع مع الفلسطينيين، لم يعد مطلباً ضرورياً من أجل تطبيع العلاقات الدبلوماسية.
وبعد أن كانت الاتصالات واللقاءات بين السعودية والامارات وبين كيان الاحتلال تجري داخل الغرف المغلقة، زال هذا القناع وظهر الوجه الجديد. واهتمت صحف غربية في التباهي الخليجي في التقارب مع تل أبيب واحتضانها، واستشهدت بالكثير من الامثلة، من بينها ما جرى في قمة وارسو التي انعقدت في فبراير / شباط 2019، حيث جلس وزراء خارجية كل من الإمارات والسعودية والبحرين إلى جانب نتنياهو.
كان من المفترض أن يكون ذلك اجتماعاً مغلقاً، إلا أن نتنياهو سرب مقطع فيديو ما لبث أن انتشر على نطاق واسع، يظهر فيه وزير الخارجية البحرينية خالد بن أحمد آل خليفة وهو يتحدث عن إيران قائلاً إنها “العقبة الرئيس” في طريق حل الصراع مع الكيان، كما ظهر وزير الخارجية الإماراتية أنور قرقاش وهو يدافع عن حق الاحتلال في قصف أهداف داخل سوريا.
تعتبر هذه العلاقات جزء من تغير أكبر تسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تصدره، ويتمثل في دخول الدول العربية السنية في المنطقة في تحالف مع تل أبيب ضد إيران. في المقابل، يستثمر نتنياهو هذا التقارب في السياسة، وتدعيم قاعدته الشعبية عشية الانتخابات التي ستجري داخل الكيان في أبريل / نيسان 2019، إذ يحاول إظهار أن الكيان لم يعد منبوذاً في المنطقة كما كان.