تقرير: مودة اسكندر
فيما لا يزال الناشطون يتعرضون داخل المملكة إلى حملة اعتقالات تودي بهم إلى السجون والمحاكمات السرية، لا يبدو معارضو الخارج بمأمن عن محاولات السلطات استدراجهم وإعادتهم إلى المملكة، في أسلوب يعيد إلى الذاكرة جريمة قتل الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول، يوم الثاني من أكتوبر / تشرين أول 2018.
وفي جديد هذه المحاولات، وجهت السفارة السعودية في واشنطن، دعوة رسمية للناشطة منال الشريف، لزيارتها، ولقاء سفيرتها الجديدة الأميرة ريما بنت بندر.
وأتت هذه الدعوة بعد أيام من إعلان الشريف إطلاق مبادرة لتعريف الأميركيين بأوضاع حقوق الإنسان في المملكة، لدفعهم لمساءلة الحكومة ونوابهم في الكونغرس حول التحالف القائم بين واشنطن والرياض.
وأعلنت الشريف، التي تقيم في الولايات المتحدة، في مقابلة مع صحيفة “غارديان”، عن أنها تخطط لتنفيذ احتجاج ضد قانون الوصاية في السعودية أمام سفارة بلادها في واشنطن. كما تخطط لجولة تتضمن 10 محطات توقف في أبرز المدن الأميركية، لتشرح الممارسات التعسفية بحق الناشطات المدافعات عن حق المرأة في المملكة.
وحضرت الشريف، خلال الأسبوع الحالي، منتدى عالمياً حول حقوق المرأة في نيويورك، إلى جانب مشاهير آخرين، وقالت في كلمتها، إن السبب الذي مكّن الحكومة السعودية من اضطهاد النساء لوقت طويل، هو الخوف.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استدراج الشريف، إذ عرضت أن كشفت عبر “تويتر” عن محادثات بينها وبين المستشار السابق في الديوان الملكي سعود القحطاني الذي أدار جريمة قتل خاشقجي. كما كشفت “غارديان” عن إلغاء الشريف زيارة لعائلتها داخل السعودية في عام 2018، خوفاً من التعرض للاعتقال.
وأغلقت الناشطة السعودية حسابَها على مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجاً على اختراقها من قبل موالين الذباب الإلكتروني التابع للديوان الملكي، حيث تتعرض ومعارضين آخرين لحملة تحريض من قبله.
يُذكر أن الشريف التي لها كتب يحمل عنوان “الجرأة للقيادة” تعرضت للسجن في عام 2011، بعد نشرها لفيديو قيادتها للسيارة، داخل المملكة.