إيران / نبأ – أعلن الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني، يوم الأربعاء 8 مايو / أيار 2019، عن أن إيران توقفت عن العمل ببعض التعهدات المدرجة في الاتفاق النووي، فيما أمهل المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الدول الموقعة على الاتفاق 60 يوماً لـ “الوفاء بالتزاماتها في الاتفاق النووي”.
ونقلت وكالة “فارس” للأنباء عن روحاني إعلانه، في اجتماع للحكومة الإيرانية في طهران، إن إيران “أوقفت بدءاً من اليوم بيع اليورانيوم المخصب والماء الثقيل”، وهما بندين من بنود الاتفاق النووي الموقع في عام 2015، مضيفاً “وفقاً لقرار المجلس الأعلى للأمن القومي اليوم، قمت بارسال 5 رسائل إلى رؤساء الدول الخمس المتبقية في الاتفاق النووي”.
وتابع قوله: “لا نريد اليوم الخروج من الاتفاق النووي، فليعلم شعبنا والعالم كله بأن اليوم ليس نهاية الاتفاق النووي بل هو يوم خطوة جديدة في الاتفاق النووي، وطبقاً للاتفاق النووي وفي إطار الاتفاق النووي”.
وخاطب الدول الأوروبية بالقول: “هنالك مسؤوليات ملقاة على عاتقكم للحفاظ على أمنكم وشبابكم أمام المخدرات وتدفق المهاجرين ومجالات التعاون الأخرى التي كانت إيران تقوم بها لغاية الآن، وفيما لو استمر الحال على هذا المنوال فان هذا التعاون سيتوقف”.
وفي سياق متصل، أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني عن تعليق العمل ببعض التزامات إيران في الاتفاق النووي، مانحاً الدول الموقعة على الاتفاق النووي (بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين والمانيا) مهلة 60 يوماً لـ “الوفاء بالتزاماتها في الاتفاق النووي وخاصة في القطاعين المالي والمصرفي”.
وقال المجلس، في بيان أصدره يوم الأربعاء، إنه “في المرحلة اللاحقة ستعلق إيران الالتزام بالقيود المرتبطة بمستوى تخصيب اليورانيوم والنشاطات ذات الصلة بتحديث مفاعل أراك للمياه الثقيلة”.
وأضاف “الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي سياق صون أمنها ومصالحها الوطنية وفي إطار حقوقها الواردة في الاتفاق النووي ضمن البندين 26 و 36 قررت منذ اليوم 8 ايار/ مايو وقف بعض التزاماتها في الاتفاق وأعلنت عن هذا القرار في رسالة مهمة وجهها رئيس الجمهورية ورئيس المجلس الاعلى للأمن القومي حسن روحاني إلى رؤساء البلدان الأعضاء في الاتفاق النووي أي المانيا وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا”.
واوضح “إنه عقب عام على انسحاب أميركا من الاتفاق النووي وانتهاكها قرارات مجلس الأمن الدولي وفرضها حظر أحادي وغير قانوني مرة أخرى وبكل غطرسة، بما يتعارض مع جميع المبادئ الدولية، لكنها للأسف لم تواجه أي خطوة مناسبة من قبل مجلس الأمن أو الأعضاء الآخرين في الاتفاق”.
بدوره، أكد وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف أن “طهران التزمت بتعهداتها في الاتفاق النووي إلا أن واشنطن لم تفعل ذلك”.
وقال ظريف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، إن بلاده وروسيا “متمسكتان بالاتفاقية، بينما الدول الأوروبية تتحدث بالأمر ولكنها لا تفعل شيئاً حيال ذلك”، حسب ما أورد موقع “الميادين” الإلكتروني.
وفي أول رد أوروبي على الإعلان الإيراني، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنه “إذا لم تلتزم إيران بتعهداتها في الاتفاق النووي فسنعود إلى نظام العقوبات”.
أما وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارليم فرأت أنه “ما من شيء أسوأ من خروج إيران من الاتفاق النووي والأوروبيون يريدون استمرار الاتفاق”.
ورحب مجلس الدوما الروسي من جانبه بالموقف الإيراني “المستعد للحوار مع الأوروبيين”، مشيراً إلى أنه “على الأميركيين اظهار ذلك أيضاً”.
كذلك، حمّل مجلس الدوما الروسي واشنطن مسؤولية تعليق طهران بعض تعهداتها في الاتفاق النووي، معتبرًا أن “الموقف الايراني ليس انسحاباً من الاتفاق النووي ولكن خطوة دبلوماسية”.
وأكدت وزارة الخارجية الصينية أنه “يجب تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران بالكامل وكل الأطراف تتحمل مسؤولية هذا الأمر”، معتبرةً أن “إيران تنفذ التزاماتها النووية بالكامل في الوقت الراهن”.