اليمن / نبأ – قال المتحدث باسم حركة “أنصار الله” محمد عبد السلام، إن العملية العسكرية ضد منشآت نفطية سعودية، يوم الثلاثاء 14 مايو / أيار 2019، “ضربة للسعودية في عمقها الاستراتيجي”، معتبراً أن “ما حصل هو إنجاز أمني كبير”.
ونقل موقع “الميادين” الإلكتروني عن عبد السلام قوله: “نحن نتوقع أن يكون السعوديون قد أخفوا الكثير من نتائج العملية التي نفذتها الطائرات المسيرة”. وأضاف “لن نقبل بأن يكون هناك استهداف لليمن وشعبه من دون رد ونقول لهم أن ينتظروا المزيد من الرد”.
وفي حديث إلى قناة “الجزيرة” التلفزيونية، اعتبر عبد السلام أن “العملية العسكرية انتقال إلى مرحلة جديدة من التصعيد ضد السعودية”.
وأوضح “المرحلة الجديدة في التصعيد” ضد من وصفه بـ “العدو الغاشم” “سيكون عنوانها الأبرز هو الاستهداف الاقتصادي المفتوح حتى تكف السعودية عن استهداف اليمن وتتوقف عن الاعتداء على اليمنيين”.
وأشار إلى أن لدى الجيش اليمني “قائمة بأهداف حساسة واستثنائية وأكثر مما يتوقع السعوديون وسيتم استهدافها لاحقاً إذا لم يتوقف ما يصفه بالعدوان ضد بلاده”.
وكان المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية قد أعلن أن 7 طائرات مسيرة استهدفت محطة ضخ النفط قرب مدينة ينبع وأدت إلى توقف ضخ النفط بشكل كامل، وأثرت بشكل مباشر في ما وصفه بـ “اقتصاد العدو”.
وكشف المتحدث عن أن العملية “جاءت بعد رصد دقيق وتعاون من بعض أبناء المنطقة”، وأكد أن الجيش اليمني “ستستفيد من كل الخبرات والإمكانات لردع العدوان الذي يتعرض له الشعب اليمني”.
الموقف السعودي
وأقرت السعودية بوقوع هجوم بطائرات مسيرة مفخخة على منشآت نفطية سعودية، بعدما أعلن الجيش اليمني عن ضرب منشآت حيوية سعودية في “عملية عسكرية كبرى”.
وصرّح وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء السعودية “واس”، بأن محطتي ضخ لخط الأنابيب في شرق غرب المملكة، الذي ينقل النفط السعودي من حقول النفط في المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي، تعرضتا لهجوم من طائرات مسيرة مفخخة بين السادسة والسادسة والنصف (بالتوقيت المحلي) من صباح يوم الثلاثاء.
وهاجم رأى الوزير السعودي إبران بالقول إن ما وصفه بـ “العمل الإرهابي والتخريبي”، بالإضافة إلى “تلك التي وقعت مؤخراً” في الخليج ضد منشآت حيوية، في إشارة إلى استهداف سفن نفطية سعودية، لا تستهدف السعودية فقط، “وإنما تستهدف أمن إمدادات الطاقة للعالم والاقتصاد العالمي، وتثبت مرة أخرى أهمية التصدي لالجهات للإرهابية كافة التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية، بما في ذلك مليشيات الحوثي في اليمن المدعومة من إيران”.
ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية، فقد أوقفت شركة النفط الوطنية أرامكو ضخ النفط في خط الأنابيب، “حيث يجري تقييم الأضرار وإصلاح المحطة لإعادة الخط والضخ إلى وضعه الطبيعي”.
وبحسب الفالح، فإن الهجوم أدى إلى اندلاع حريق في المحطة رقم 8، مدعياً أنه “تمت السيطرة عليه بعد أن خلف أضراراً محدودة”.
وتقع المحطتان المستهدفتان في محافظتي الدوادمي وعفيف في منطقة الرياض على بعد 220 كلم و380 كلم، في غرب العاصمة السعودية.
ويعتبر خط الأنابيب “أبقيق ينبع” خطاً موازياً لنقل النفط السعودي، ويربط بين مصانع معالجة الغاز في الشرق وبين منشآت تصدير سوائل الغاز الطبيعي في ينبع.
ويبلغ طول هذا الخط نحو 1200 كلم، ويمر عبره 5 ملايين برميل نفط يوميا على الأقل، من المنطقة الشرقية الغنية بالخام، إلى المنطقة الغربية على ساحل البحر الأحمر.
ويتيح خط الأنابيب للمملكة نقل النفط من المنطقة الشرقية وتصديره عبر موانئ على البحر الأحمر، بعيداً عن الخليج ومنطقة مضيق هرمز حيث تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
“عملية عسكرية كبرى”
وكانت قناة “المسيرة” التلفزيونية قد أعلنت في وقت سابق عن أن الجيش اليمني نفذ “عملية عسكرية كبرى” بطائرات مسيرة ضد أهداف سعودية. وذكرت القناة نقلاً عن مصدر عسكري أن 7 طائرات مسيرة هاجمت منشآت حيوية سعودية.
وقال عضو المكتب السياسي لـ “أنصار الله” محمد البخيتي لـ “الجزيرة”، إن “:هذا الهجوم هو الأول من نوعه للجيش اليمني بمثل هذا العدد من الطائرات المسيرة، وإنه يأتي في سياق التوسع في مهاجمة الأهداف السعودية والإماراتية”، لدفع كلتا الدولتين لمراجعة سياساتهما في المنطقة”.
وتأتي هذه التطورات بعدما أعلنت الإمارات، يوم الأحد 13 مايو / أيار 2019، عن أن 7 سفن تجارية من جنسيات مختلفة تعرضت لـ “عمليات تخريبية” قرب إمارة الفجيرة في المياه الاقتصادية الإماراتية، وفي وقت لاحق كشفت السعودية أن اثنتين من ناقلاتها النفطية كانتا من أهداف ذلك التخريب.
مصادر خليجية أكدت لقناة “نبأ” أن عدد بواخر ناقلات النفط المستهدفة قرب الفجيرة هي 10 وليس 4 كما جاء في الرواية الرسمية.
وأكدت المصادر أن “أضرارأً بالغة لحقت بالمنشآت التابعة لميناء الفجيرة ولا تزال السلطات الإماراتية ترصد تداعياتها الاقتصادية والأمنية”.