ولي العهد محمد بن سلمان صاحب "رؤية 2030" لمستقبل السعودية (صورة من الأرشيف)

“فايننشال تايمز”: اقتصاد السعودية يذوي بسبب “رؤية 2030”

السعودية / نبأ – قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن رجال الأعمال السعوديين يعيشون ما أسمتها “آلام إصلاحات ولي العهد محمد بن سلمان”.

وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، أنه “بينما يُعبّر بعض السعوديين عن تفاؤلهم برؤية ولي العهد 2030، تشتدّ مخاوف آخرين بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي”. وأضافت “الشركات السعودية هي التي تحملت وطأة التغييرات الشاملة التي أطلقها محمد بن سلمان”.

وقالت إنه “بعد انخفاض أسعار النفط عام 2014، لم يتمّ دفع عشرات المليارات من الدولارات من العقود الحكومية”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول تنفيذي أجنبي قوله، وفق موقع “الجزيرة” الإلكتروني، إن “هناك نحو 7 آلاف شركة صناعية في السعودية، والكثير منها تخسر المال أو بالكاد تكسبه”.

وذكر التقرير أنه “في جدة أغلقت محلات عديدة أبوابها، وكُتب عليها عبارة “للإيجار”، كما يشتكي التجار من انخفاض المبيعات، والخروج الجماعي لأكثر من 1.7 مليون أجنبي، وارتفاع التكاليف بسبب السياسات الحكومية”.

وتساءلت الصحيفة قائلة: “هل يستطيع محمد بن سلمان الحاكم الفعلي تأمين دعم القطاع الخاص المكدوم ويعيد تشكيل الإقتصاد ويولد فرص عمل للشباب الذين يعانون من بطالة مستشرية؟”.

واحتوت رؤية 2030 منذ البداية على ملامح تؤكد على زيادة دور القطاع الخاص في الناتج المحلي العام من 40 في المئة إلى 65 في المئة وخلق 450.000 وظيفة غير حكومية بحلول عام 2020، بالإضافة إلى تقليل نسبة البطالة من 12.5 حالياً إلى 9 في المئة. وقال مدير تنفيذي غربي: “لن يتم تحقيق أي من هذا من دون القطاع الخاص”.

وبحسب الصحيفة، فإن “الشركات السعودية هي التي تحملت العبء الأكبر من سياسات محمد بن سلمان الواسعة والتي ضمت قطع كبير للدعم على الطاقة وتشريع ضريبة القيمة المضافة والتي أثرت على القدرة الشرائية لأصحاب البيوت”.

وذكر التقرير أن الشركات السعودية أبرز متضرر من قرارات محمد بن سلمان، ذلك أن التخفيضات الكبيرة في دعم الطاقة، إلى جانب إحداث ضريبة؛ أثرا بشكل مباشر على إنفاق العائلات السعودية.

علاوة على ذلك، أدى الارتفاع الكبير في تعريفة جلب العمال الأجانب، الذين كانوا يشغلون 90% من القطاع الخاص، إلى ارتفاع التكاليف وتراجع الأرباح، وهو ما أحدث حالة خروج جماعي للوافدين، إلى جانب تراجع الطلب الاستهلاكي، الذي أدى بدوره إلى حالة انكماش اقتصادي.

ومنذ منذ اغتيال خاشقجي في إسطنبول، يوم 2 أكتوبر / تشرين أول 2018، أصبح الكثير من المستثمرين الأجانب الذين كان ابن سلمان يحاول التقرب منهم، يفكرون في المخاطر السياسية للاستثمار في المملكة، وفق الصحيفة.

ووفقاً للصحيفة، فإن جدة، العاصمة الاقتصادية للمملكة تأثرت عائلاتها التجارية العريقة من السياسات التي تبناها ابن سلمان. ونقلت “فايننشال تايمز” عن أحد أعضاء عائلة ثرية سجن اثنين من ابنائها في “ريتز كارتون”، في نهاية عام 2017، قوله: “هناك تعديلات كثيرة، فقد ضرب سوق العقارات من كل زاوية، وترك خروج أعداد ضخمة من العمالة الوافدة فراغاً فيما تقوم الرياض بأخذ كل من لديه خبرة عالي. ومع ذلك، فهو يدعم الإصلاحات ويرى أن النظام التقليدي الأبوي القائم على الرعاية لم يعد صالحاً”.