نبأ – قال الكاتب في صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أحمد العمران، إن “الرد الصامت داخل المملكة حول ما يحدث في المنطقة يدل على أن غضب الرياض قد تضاءل بشأن برنامج إيران النووي”.
وأشار عمران، في مقال نشرته الصحيفة يوم الأربعاء 24 يوليو / تموز 2019، وفق “بي بي سي”، إلى أن “قرار الملك الراحل فهد بن عبد العزيز السماح بنشر نصف مليون جندي أميركي “كافر” على الحدود مع الكويت بعد الغزو العراقي عام 1990، كان قرار صعباً، إذ أثار غضب الكثير من رجال الدين في المملكة”.
وسترسل الولايات المتحدة 500 جندي أميركي إلى السعودية، بحسب تصريحات مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركي، وهم ضمن 2500 جندي كانت واشنطن أعلنت عن أنها سترسلهم إلى الشرق الأوسط من دون تحديد المنطقة. ووفق بيان للقيادة المركزية الأميركية، فإن القوات “ستوفر رادعاً إضافياً، كما ستضمن قدرتنا على الدفاع عن قواتنا ومصالحنا في المنطقة من أي تهديدات”، بحسب الصحيفة.
وذكر أن “قرار نشر القوات الأميركية جاء بعد موافقة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز نتيجة تصاعد التوتر بين الغرب وإيران التي احتجزت ناقلة نفط بريطانية. وهذا القرار على العكس من قرار عام 1990، لم يسبب أي رد فعل عنيف محلياً، وهذه علامة على تغير العلاقة بين المملكة والولايات المتحدة”..
وبيّن الكاتب أن “إرسال هؤلاء الجنود إلى السعودية سيقدم توضيحاً إضافياً لكيفية تحسن علاقة أميركا مع السعودية بشكل ملحوظ منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة خلفا لباراك أوباما الذي أثار توقيعه للاتفاق النووي مع إيران، غضب السعودية”.
وبحسب الكاتب، فإن “عدم وجود رد فعل عنيف محلياً، يعكس تغيراً في العلاقة بين الأسرة المالكة ورجال الدين في ظل حملة التجديد التي يقودها ولي العهد محمد بن سلمان في المملكة. فقد ترافق القمع السعودي المتصاعد على المعارضين، بما فيهم جمال خاشقجي، مع ارتفاع صوت الخطاب القومي المتطرف، الذي هيمن على الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي”.
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن “التنافس بين المملكة وإيران أصبح صدامياً بشكل متزايد، في ظل إصرار من القيادة السعودية على الدفع بمبدأ “إذا لم تكن معنا فانت ضدنا” فيما يخص التوتر القائم في المنطقة والعلاقة مع إيران”.