أخبار عاجلة
عضو حزب "التجمعِ الوطنيّ" السعودي المعارِض، مضاوي الرشيد (صورة من الأرشيف)

مضاوي الرشيد: حملات الاعتقال في السعودية ستزيد مع فشل مشاريع محمد بن سلمان

السعودية / نبأ – قالت الأكاديمية السعودية المعارِضة مضاوي الرشيد، في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، إن “السعودية تقوم بحملة ضد الكتاب الذين يتحدّون (ولي العهد) محمد بن سلمان ورؤيته الضيقة”.

وقالت الرشيد، في مقالها، إن “حملة قمع جديدة للمدونين والكتاب في السعودية هي آخر دليل على أن ولي العهد يشعر بالجرأة لترهيب مواطنيه، وهذا بسبب دعم الشركاء الغربيين له خاصة الإدارة الأمريكية. فالدعم الذي لم يتزعزع من الرئيس (الأميركي) دونالد ترامب، منح الرياض صكاً أبيض ليس لأنه تفلت من جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي ولكن لاحتجاز الناشطين والكتاب”.

وأضافت “لا يعرف بعد ماهية الاتهامات الموجهة للمعتقلين الجدد، مع أنهم يشتركون في شيء واحد: جريمة الصمت، فجميع الكتاب المستقلين فشلوا في تقديم الدعم الحماسي للأمير ومبادراته الجديدة. وكانوا جميعا من المتحمسين للربيع العربي في عام 2011 إلا أنهم التزموا بالصمت منذ وصول الأمير إلى السلطة في عام 2017 وتجنبوا توجيه النقد لسياساته”.

وأوضحت أن “هذا لم يكن كافياً، فقد كان عليهم الانضمام إلى الآلة الدعائية التي تسيطر عليها زمرة من مساعديه. وتحول الميل لعبادة الشخصية إلى حالة واسعة ومنتشرة وباتت منزهة عن النقد ويجب على المواطنين عبادتها بشكل دائم. فمن يفشل بتقديم البيعة لابن الملك يرتكب جناية الغفلة”.

وأضافت “رؤية محمد بن سلمان الجديدة من الوطنية السعودية لا تهتم كثيراً بالوحدة الاقتصادية الإقليمية، وتركز على شن الحروب، كما في اليمن والتدخل في الثورات العربية وإفشال المسار الديمقراطي”، فـ “فشعار “السعودية أكبر” يعني بقاء الديكتاتورية كعلامة سائدة ليس في المملكة ولكن في كل المنطقة، لأن العظمة مرتبطة دائما بنجاة الحكم المطلق”.

وتابعت قولها: “برغم فشل الموجة الاولى للانتفاضات العربية، إلا أن التهديد بحركات احتجاج والتي تزداد قوة في العراق ولبنان والجزائر وبقية الدول، هي تذكير بأن الانتفاضات تغلي دائما تحت السطح. فوحدة المظالم العربية عبر الحدود تلاحق ولي العهد كما هو حال حلفائه الديكتاتوريين في القاهرة والبحرين وأماكن أخرى”.

وذكّرت بأن ابن سلمان “استهدف كتاباً شباباً آخرين بسبب ما كتبوه سابقاً على منصات التواصل الإجتماعي حيث حاولوا البحث عن رؤى جديدة عن السياسة العامة والقضايا الإقليمية”.

وقالت: “من هنا فالنسوية الشرعية هي تلك التي يصادق عليها، أما بقية المفاهيم النسوية الأخرى والحركات فيتم تجريمها وسجن المدافعات عنها مثل لجين الهذلول. وتشترط الوطنية السعودية كما يراها الأمير (ابن سلمان) أن تكون السعودية للسعوديين، والتي تعني فصل السعودية من تراثها الذي هو جزء من المنطقة العربية. ولأن الكُتاب الذي اعتقلوا في الحملة الجديدة لديهم مواقف مختلفة فيجب إسكاتهم و”تنفيس” رؤيتهم”.

ووفق الرشيد، فإن ابن سلمان “يقود وبالتأكيد السعودية إلى لا مكان، فخطته لإحياء الاقتصاد تتعثر، ولم تنجح خطة الإكتتاب العام لشركة “أرامكو” بتعبئة الدعم الدولي نظرا” إلى عدم ثقة المستثمرين. ولكن محمد بن سلمان سيواصل حملات احتجاز وتعذيب الناشطين والناشطات النسوية طالما سكت رعاته في واشنطن على تجاوزاته. وستزيد حملات الاعتقال مع فشل مشاريعه العملاقة لأنه سيشعر بالنرفزة حول مستقبله كابن الملك”.