السعودية/ نبأ- كشفت مؤسسة "بروكينجز" الأمريكية للأبحاث، ان العائلة المالكة السعودية رحَّبت بحرارة بقرار تبرئة الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه – علاء وجمال – وبعض كبار مساعديه من جرائم قتل المتظاهرين وقضايا الفساد، بما يثبت صحة الادعاء بأنها تتبنى استراتيجية تهدف لعكس مسار ثورة 25 يناير 2011، واستعادة الحكم العسكري السلطوي في مصر (الحليف العربي الأكثر أهمية بالنسبة لها).
وأشارت المؤسسة، في تقرير لها على موقعها الإلكتروني، إلى أنَّ السعوديين شعروا بالرعب من الإطاحة بالديكتاتور المصري حسني مبارك في عام 2011، والذي كان حليفا وثيقا للسعودية على مدى ثلاثة عقود، لدرجة أنه أرسل فرقتين عسكريتين للدفاع عن المملكة في عام 1990 عندما هددت العراق بمهاجمتها، علاوة على أن محاكمته لقمعه المظاهرات تُعد سابقة غير مرغوب فيها للقادة العرب الآخرين.
وأضافت المؤسسة أن الرياض دعمت "انقلاب" عام 2013 بشكل فوري، وحثت دول الخليج على تمويل جنرالات مصر بالمليارات، واعتبرت إطلاق سراح مبارك أولوية سعودية منذ ذلك الحين.
وذكرت "بروكينجز" أن "الانقلاب" عكس زخم الربيع العربي، وأخمد التجربة الأكثر أهمية في الديمقراطية العربية (وهما هدفان رئيسيان للسعودية)، كما كانت هزيمة جماعة الإخوان المسلمين هدفا رئيسيا آخرا للرياض، ويعتقد السعوديون أن "الانقلاب" قلص مخاطر الاضطرابات داخل المملكة إلى حد كبير، من خلال إنهاء النموذج الخطير للديمقراطية الذي شهدته مصر.
وبطبيعة الحال، يتحمل السعوديون الآن عبء إبقاء جنرالات مصر في مناصبهم، وهو خيار مكلف للغاية، لاسيما في ظل انخفاض أسعار النفط، على حد قول المؤسسة.
وقال الأمير متعب، نجل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وزير دولة سعودي، وعضو مجلس الوزراء، ورئيس الحرس الوطني: "إن المملكة ستظل متضامنة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي و"المؤسسات الشرعية" في مصر مهما تكلف الأمر".
وأكد الأمير متعب عزم المملكة على الحفاظ على "الأمن الإقليمي" والاستقرار ضد "جماعة الإخوان المسلمين والإرهابيين الآخرين" على حد تعبيره.
يذكر أنَّ المحكمة المختصة بنظر قضية قتل المتظاهرين إبَّان ثورة 25 يناير 2011 كانت أصدرت حكمًا في أواخر العام 2012 يقضي بالسجن المؤبد لكل من الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته حبيب العادلي وبعض كبار المساعدين الأمنيين، لكن محكمة النقض ألغت الحكم في العام التالي، وأمرت بإعادة المحاكمة، وبرأتهم المحكمة أمس السبت من التهم الموجهة ضدهم.