السعودية / نبأ – شهدت أسواق النفط العالمية عدد من التحولات خلال 2014 لينتهي العام على أسعار متدنية قوضت من قدرة الدول المصدرة على تحقيق مزيد من العوائد النفطية، ويرجع ذلك، بحسب ما تزعم السعودية، إلى وجود فائض من الإمدادات النفطية بداخل الأسواق العالمية مدفوعة بزيادة انتاج النفط الصخري بالولايات المتحدة الأمريكية.
وفي تفاصيل نشرها موقع "مباشر" الإقتصادي، فقد سعر مزيج برنت القياس الأوروبي خلال عام 2014 بنحو 47.6 % من قيمته ليغلق على مستوى 57.57 دولاراً للبرميل ليسجل أدنى مستوى منذ 20 مايو 2009.
وكذلك خسر نفط غرب تكساس الأمريكي 45.3 % من قيمته خلال 2014 ليغلق على مستوى 53.71 دولاراً للبرميل ليسجل أدنى مستوى منذ 5 مايو 2009.
وتراجع سعر سلة خامات أوبك إلى أدنى مستوى له منذ عام 2009 وسط أشد موجة هبوط في أسعار النفط منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، حيث سجل سعر سلة خامات المنظمة نحو 54.44 دولاراً للبرميل الواحد لتفقد 48 % من قيمتها خلال عام 2014.
هذا ويؤكد خبراء، بحسب تقرير نشرته الـ"سي أن أن" اليوم الخميس، أنّ المملكة، كأكبر منتج للنفط الخام في العالم، تؤثرعلى الأسعار بشكل كبير. وإحدى النظريات تقول إن السعوديين يحطمون عمدًا أسواق النفط لتقويض إيران. والهدف الضمني واضح هنا، وهو أن المملكة العربية السعودية تقوم مرة أخرى باستخدام النفط كسلاح لإضعاف خصومها السياسيين.
يذكر أنّ وزارة المالية السعودية أعلنت ميزانيتها لعام 2015 مع عجز متوقع بقيمة 39 مليار دولار أمريكي، وهو الأكبر في تاريخ البلاد.
وهيمنت الميزانية وانخفاض أسعار النفط على حد سواء على وسائل الإعلام السعودية التقليدية والاجتماعية.
____________________________________________________________________________
حصاد تحولات أسواق النفط العالمية خلال عام 2014:
ارتفعت أسعار خام برنت إلى 112.18 في 12 يونيو الماضي، على الرغم من إبقاء منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" على سقف إنتاجها كما هو دون تغيير عند 30 مليون برميل يومياً في اجتماعها بفيينا في 11 يونيو الماضي، تبريراً من المنظمة لاستمراراً للظروف السياسية والأمنية التي تشهدها العديد من بلدان الشرق الأوسط ويأتي أبرزها في كل من ليبيا والعراق.
ارتفعت أسعار خام برنت لأعلى من 115.19 دولار للبرميل في نهاية 19 يونيو الماضي على خلفية ضوء تلويح الغرب بتشديد العقوبات ضد روسيا بسبب ضم موسكو لشبه جزيرة القرم، وكذلك في ضوء اندلاع الاضطرابات من قبل تنظيم داعش للسيطرة على المدن العراقية المختلفة.
فقدت أسعار برنت خلال أغسطس الماضي أكثر من 5 دولاراً عن الشهر السابق له لتسجل مستوى 101.61 بعدما أشارت تقديرات شركة بريتيش بتروليوم البريطانية للنفط حينذاك إلى تخطي الولايات المتحدة كل من السعودية وروسيا واحتلالها الصدارة بين منتجي النفط خلال العام 2014 مع تزايد مساهمة النفط الصخري في التعافي الاقتصادي الأمريكي.
تراجعت أسعار برنت إلى 87.43 دولاراً للبرميل بحلول أكتوبر 2014 بعدما خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي للمرة الثالثة خلال العام 2014، محذراً من ضعف النمو في الدول الرئيسية في منطقة اليورو واليابان والأسواق الناشئة الكبرى مثل البرازيل.
في 21 أكتوبر 2014، أًعلن رسمياً عن فشل المفاوضات الثلاثية بين روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي بشأن إبرام اتفاقية مؤقتة لتوريد الغاز الروسي إلى الجانب الأوكراني.
تراجعت أسعار النفط في نوفمبر الماضي لأقل من 75 دولاراً للبرميل، وهو أدنى سعر منذ يوليو عام 2010، وذلك بعد إعلان بغداد وإربيل إنهاء الخلافات المستمرة بين الحكومة العراقية المركزية وإقليم كردستان، الأمر الذي عزز من التوقعات بشأن ضخ المزيد من الإمدادات النفطية العراقية عن طريق إقليم كردستان مما قد يتسبب في تخمة المعروض العالمي.
في 24 نوفمبر الماضي أقرت القوى الغربية (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين +ألمانيا) تجديد اتفاق مؤقت لمدة سبعة أشهر تنتهي في يونيو 2015 مع تعليق سلسلة العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران مما يسمح لإيران بتصدير كميات إضافية من نفطها إلى الأسواق العالمية.
أقرت منظمة أوبك في 27 نوفمبر الماضي على معدلات انتاجها عند 30 مليون برميل تمسكاً منها بحصتها النفطية على الرغم من زيادة المعروض العالمي من النفط مما دفع أسعار النفط إلى مزيد من التراجع ليشهد خام برنت مستوى 62.54 دولار للبرميل خلال ديسمبر 2014.