السعودية/ نبأ- قالت صحيفة "واشنطن بوست" إنه باستثناء سوريا والعراق التى يسيطر تنظيم "داعش" على أجزاء من أراضيهما، لا توجد دولة تواجه تهديدا مباشرا من المسلحين المتطرفين أكثر من السعودية التى يعتبرها المتطرفون خائنة للإسلام بسبب ارتباطها الوثيق بالولايات المتحدة والغرب.
وتابعت الصحيفة قائلة إنه لا يوجد ملك سعودي تولى العرش وسط هذه الحالة من الاضطراب الإقليمى أكثر من الملك سلمان، الذى أصبح ملكا يوم الجمعة الماضى بعد وفاة أخيه الملك عبد الله. فمع استمرار الحرب فى سوريا وتزايد الاضطرابات مع إيران، فإن السعودية مهددة بانهيار الحكومة الوطنية فى اليمن عبر حدوده الجنوبية، ومن قبل مسلحى داعش الذين يسيطرون على الصحراء العراقية قرب حدودها الشمالية.
وفى أول خطاب له كملك يوم الجمعة، ذكر بشكل غير مباشر تهديد العنف المتصاعد وعدم الاستقرار الإقليمى، وقال إن الأمة العربية والإسلامية فى حاجة ماسة اليوم لأن تكون موحدة وتحافظ على التضامن.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن المسلحين شنوا أربع هجمات داخل المملكة خلال الأشهر الستة الماضية، مما أسفر عن وفاة ثمانية مدنيين، و11 من رجال الشرطة وحرس الحدود و13 من المسلحين وفقا للمسئولين السعوديين.
ومثل الهجمات الإرهابية التى شهدتها باريس هذا الشهر، فإن أغلب الهجمات فى السعودية تم تنفيذها من قبل متطرفين محليين تأثروا أو تدربوا على يد داعش أو القاعدة أو جماعات متطرفة أخرى.
وتقول السلطات السعودية إنها ألقت القبض على 293 على صلة بالحوادث، وإن 260 منهم يحملون الجنسية السعودية.
ويتوقع المسئولون السعوديون مزيدا من الهجمات سواء من قبل حوالى 2200 من المواطنين السعوديين الذين يقولون إنهم ذهبوا للقتال مع داعش فى سوريا أو العراق، أو من قبل آخرين تسللوا عبر الحدود السعودية، لاسيما حدودها الممتدة على مسافة 600 ميل مع العراق وأغلبها صحراء خاوية.
وقال اللواء منصور التركى، المتحدث باسم الداخلية السعودية، إن الإرهابيين يستهدفون المملكة ويريدون تنفيذ عمل إرهابى كبير للغاية فى هذا البلد.
وكانت حكومة الرياض قد ردت بإجراءات أمنية مشددة على الحدود وبسن قوانين جديدة تمنح الحكومة سلطة واسعة لاعتقال أى من ينضم أو حتى يثنى على الجماعات المتطرفة، وهو ما أدى إلى شكاوى من جماعات حقوق الإنسان بأن القوانين يتم استخدامها بشكل ظالم ضد النشطاء الذى ينتقدون الحكومة.
كما فرض المسئولون حظرا قانونيا على الأئمة فى مساجد البلاد البالغ عددها 85 ألفا من إلقاء خطب تتعاطف مع المتطرفين دينيا.
وأطلقت وزارة الشئون الإسلامية حملة للحوار، وهو برنامج ضد التطرف، تشمل موقعا إلكترونيا يقدم المشورة.