السعودية/ نبأ- سلطت مجموعة «الدفاع عن الديمقراطيات» في مقال للكاتب ديفيد واينبرج نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، سلطت الضوء على شكل العلاقات المستجدة التي تجريها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع السعودية عقب وفاة الملك عبدالله وتولي الملك الجديد سلمان بن عبدالعزيز الذي وصفه بصاحب «التاريخ الغامض».
وقال واينبرج: «إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يرغب العمل مع عاهل السعودية الجديد الذي «يمتلك علاقات مقلقة مع إسلاميين متطرفين، ولكن يتم التقليل من شأن هذا السجل الآن من أجل المصلحة السياسية»، «وعمل سلمان عن كثب مع المؤسسة الدينية الوهابية في المملكة». بحسب قوله.
وتابع أن بروس ريدل ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية، قال إن سلمان كان يجمع التبرعات للمجاهدين في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، ومسلمي البوسنة أثناء صراعات البلقان في تسعينات القرن الماضي، كما أنه الممول الرئيسي لتعزيز الأصوليين في مناطق الحرب بالخارج.
وأضاف واينبرج، أن سلمان شغل منصب حاكم الرياض لفترة طويلة، وكان مسئولًا عن حفظ النظام والتوافق بين أفراد عائلته، وكلفه الملك خالد (شقيق سلمان الذي حكم من 1975 إلى 1982) في بداية الصراع الأفغاني باستخدام الاتصالات العائلية لتحقيق أهداف دولية، إلى جانب إدارة لجنة جمع تبرعات عملت على جمع الدعم للعائلة المالكة وسعوديين آخرين لدعم المجاهدين ضد السوفييت.
ويشير واينبرج إلى ما قاله ضابط آخر في المخابرات الأمريكية كان في باكستان في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، بإن التبرعات السعودية الخاصة في هذه الفترة وصلت إلى ما بين 20 إلى 25 مليون دولار شهريًا.
وفي كتابها تقول راشيل برونسون، إن سلمان ساعد في تجنيد المقاتلين المحارب السلفي الأفغاني عبدالرسول سيف، الذي كان مرشدَا لكل من أسامة بن لادن، وخالد الشيخ محمد.
وأوضح واينبرج «ومكررًا هذا الدور في البوسنة، عين الملك فهد شقيقه الملك سلمان لإدارة المفوضية العليا السعودية لإغاثة البوسنة والهرسك عند تأسيسها في 1992، وجمع من خلالها تبرعات من العائلة المالكة لإغاثة البلقان، وظل مشرفًا على المفوضية حتى إغلاقها في 2011.»
وأضاف واينبرج، أنه بحلول 2001، كانت المفوضية قد جمعت حوالي 600 مليون دولار، اسميًا للإغاثة والأهداف الدينية، ولكن يقال أن الأموال ذهبت لتسهيل شحنات الأسلحة، على الرغم من قرار الأمم المتحدة بشأن حظر الأسلحة في البوسنة.
وتساءل زميل مؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات» عن نوع الإشراف الذي مارسه سلمان على هذه المفوضية الدولية؟ قائلا: «إن قوات حلف الناتو داهمت في 2001، مكاتب المفوضية في سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك، واكتشفت كنزًا من المواد الإرهابية، تضم صورا قبل وبعد لهجمات تنظيم القاعدة، وإرشادات حول كيفية تزوير شارات وزارة الخارجية الأمريكية، وخرائط توضح مباني حكومية في واشنطن.
يقول واينبرج، إن هذه المداهمة ليست الدليل الأول على تجاوز عمل المفوضية دور المساعدات الإنسانية، ففي الفترة ما بين 1992 و1995، تتبع مسئولون أوربيون تحويل ما يقرب من 120 مليون دولار تبرعات من حسابات مصرية شخصية لسلمان والمفوضية إلى منظمة مساعدات بوسنية مقرها فيينا تسمى «وكالة غوث العالم الثالث».
ويوضح واينبرج، أنه على الرغم من أن الوكالة قالت إنها تركز على تقديم الإغاثة الإنسانية، قدرت المخابرات الغربية أنها أنفقت أغلب تمويلها على تسليح المحاربين متحالفين مع الحكومة البوسنية. وفي شهادة لأحد المنشقين عن تنظيم القاعدة أمام الأمم المتحدة، زعم أن مفوضية سلمان والهيئة قدما دعمًا أساسيًا للقاعدة في البوسنة.
ويشير واينبرج، إلى أن الدعم السعودي للمقاتلين في أفغانستان والبلقان كان له نتائج عكسية في نهاية المطاف، عندما عاد قدامى المحاربين إلى البلاد، وشكلوا العمود الفقري لتصاعد وتيرة تهديد تنظيم القاعدة للسعودية في 2003.
ويضيف، «ولكن يبدو أن التهديد الجهادي للسعودية، لم يُنه رغبة سلمان في الارتباط بالممولين الجهاديين ورجال الدين الأصوليين».
وقال إنه في نوفمبر 2002، كان هناك حفل لجمع التبرعات لثلاث منظمات خيرية سعودية برعاية سلمان، وهم هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، ومؤسسة الحرمين، والندوة العالمية للشباب المسلم. ومنذ أحداث 11 سبتمبر، أغلقت فروع هذه المنظمات أو تعرضت للعقوبات بسبب ادعاءات بتمويلها الإرهاب.
ويستكمل واينبرج «وفي الشهر نفسه، استشهد تجربته في مجالس إدارة الجمعيات الخيرية، مؤكدًا أن «المملكة ليست مسئولة» إذا استغل آخرون التبرعات السعودية للإرهاب».
واختتم واينبرج بالقول: «يتمنى الكثير في الغرب أن يكون هناك ملكًا سعوديًا يحقق إصلاحات ذات مغزى ويبعد تحريض المتطرفين المحليين.. من المؤسف، لا يبدو أن سلمان هو ذلك الرجل».