أخبار عاجلة

لقاء المعارضة: يوم التأسيس يعكس إرادة الأقلية بعد انفصام عرى الشراكة بين آل سعود والوهابية

نبأ – أصدر لقاء المعارضة في الجزيرة العربية بيانا حول يوم التأسيس السعودي المزعوم تحت عنوان التأسيس الحقيقي والزائف.

وأشار إلى أن سؤال التأسيس يتمحور، بحسب المماحكة المبتذلة بين آل سعود والوهابية، حول الأجدر بالتتويج كصانع المنجز، منجز تأسيس الدولة، لافتا إلى أنه سؤال لا يعني السكان القاطنين ضمن الإقليم الخاضع تحت سلطة آل سعود، فهو أقرب إلى نزاع اللصوص على الحصص، أو مدّعيات كل طرف فيما يعتقده حقًا حصريًا له دون سواه.

وأضاف اللقاء: “سواء شاء أرباب الحكم السعودي أم أبوا، فإنّهم باحتكارهم سردية التأسيس يقدّمون دليلًا عمليًا على أن هذه الدولة لم تقم منذ نشأتها على أساس الاختيار الحر، أي على إرادة شعبية مستقلة، وأن السكان بكافة أطيافهم لم يختاروا بملء مشيئتهم شكل السلطة، ولا رجالها، ولا حتى السياسات التي تعبّر عن احتياجاتهم، وتطلّعاتهم، ومصيرهم، كما لم ينتقوا أصدقاءهم أو أعداءهم. فقد وجد السكّان أنفسهم أمام كيان قهري فرض نفسه بقوة السلاح وأعانته على بسط نفوذه قوى استعمارية بالتأسيس مرة وبالرعاية أخرى”.

وشدد على أن يوم التأسيس الحقيقي هو اليوم الذي يكون فيه لكل فرد رأي حر في تقرير مصيره، وفي صوغ نظام الإدارة والحكم الذي يعبّر عن إرادته، ويكون نابعًا من ثقافة، وقيم، ورهانات مجموع السكان وليس أقلية صغيرة منهم.

وقال لقاء المعارضة إن يوم التأسيس يعكس إرادة أقلية الأقلية، بعد انفصام عرى الشراكة التاريخية بين آل سعود والوهابية على مستوى تقاسم السلطة، وإن كان النظام السعودي لا يزال يرى في الوهابية أداة توظيف في صراعاته مع خصومه في الداخل والخارج.

وأوضح أن الاحتفالية المفروضة عنوة والمحمولة على مظاهر النفاق والابتهاج المفتعل قد يستر بعض الحقائق لبعض الوقت، ولكن الواقع المستديم من الظلم والفقر واحتكار السلطة ونهب الأموال، وتجريف الأحياء وتشريد سكانها في كل أرجاء البلاد كفيل بأن يفشي كل الحقائق في كل الأوقات. إن التأسيس الذي يقوم على هدم أسس الاستقرار في المجتمع، وإشاعة ثقافة الخوف والتخويف إنما يؤسس لأفول الدول وخرابها، ولن يكتب لدولة البقاء وهي قائمة على الجور والطغيان بأشكاله.

وأكد أن الاستئثار بمنجز التأسيس كما يتوهمه سلمان وصبيته ليس سوى الاستقلال بالانزلاق نحو منحدر خطير، وكأن النظام اختار أن يسقط منفردًا في مهاوي الزوال. وإذا كان النظام قد تفرّد في إحكام قبضته على مقدّرات البلاد، فعاقبة تفرّده هي السقوط وحده، ومعه من علق بأذياله من متسوّلي المال والجاه والشهرة.

وشدد لقاء المعارضة في الجزيرة العربية على أن النظام السعودي اختار يومًا لا صلة له بالواقع التاريخي، ولا بسيرة الأغلبية الساحقة من السكان، بل هو يعيد التذكّير بما اقترفه أسلاف آل سعود من جرائم قتل ومجازر بحق الأهالي والسكان المدنيين في أرجاء هذا البلد. وليس من الفضيلة ولا الفخر والمجد أن يبنى وطن على جماجم أهله، بل هو العار كل العار. وإن التغني بالسيف كشعار لتأسيس الدولة والتلويح به لتخويف القاطنين فيها لدليل على أن الدولة لم تقم على تعاقد اجتماعي ولا رضى منهم وتراضي، بل هي كما يقول رأس النظام السعودي الحالي سلمان: أخذناها بالسيف ومن أرادها فليأخذها بالسيف. ألم يعلم أرباب هذا النظام أن ما أخذوه بالسيف فإنهم بالسيف سيهلكون، كما يقول السيد المسيح.

كما أكد أن ما يسميه النظام السعودي “يوم التأسيس” ليس يومًا وطنيًا، وإن إكراه الناس على التظاهر بالاحتفال به، وإجبار التجّار والكتّاب ورجال الدين والشعراء والفنانيين على المساهمة في حفلة الردح الفارغة، وتظهيرها إعلاميًا ودعائيًا بات أسلوبًا مفضوحًا، ولن يهب النظام مشروعية شعبية ليست قائمة على أسس صحيحة ومقنعة. وإن تجنيد زمرة من المنافقين للإنخراط في نوبة الهلوسات مدفوعة الأجر بما فيها من مصادرة لإرادة الناس وحقيقة موقفهم من النظام السعودي وسياساته الجائرة، سوف تنتهي إلى انفضاض هذه الزمرة حين يتبدّل الحال، ولهم في العهود السابقة لعبرة حين كان يبدّل المنافقون ولاءاتهم بين عشية وضحاها وفق تبدّل المصلحة ومن يكفلها لهم.

وأوضح اللقاء أن يوم التأسيس، من منظوره، هو اليوم الذي ينعم فيه كل مواطن بالحرية والأمن والرفاهية والعدل، فلا يكون هناك معتقل رأي، ولا فقير ولا مشرّد، ولا عاطل عن العمل، ولا محروم أو محتاج، ولا مظلوم أو مضطهد. يوم يؤمن فيه الناس على أموالهم، وبيوتهم، وحقولهم. يوم يعبّرون فيه بصدق وأمانة عن النظام الذي يجدون فيه غايتهم، وحلمهم، ويحمي مستقبلهم، ويكون حارسًا وراعيًا وأمينًا عليهم في سفرهم وإقامتهم.

وقال: “إننا إذ نعد هذا اليوم الذي يحشد النظام له تزويرًا لإرادة الناس واختطافًا لمشاعرها النقيّة والصادقة، نؤكد أننا ندعو عموم سكان هذا البلد إلى التصالح مع ذواتهم والعمل كل حسب طاقته وقدرته على توفير شروط الحرية التي لن تُنال إلا بالعمل والبذل. وإن نتائج الصمت والاستقالة ها هي بادية للعيان، وهذا هو حال الناس يسير من سيء إلى أسوأ، لأنّ الصمت على الجور يغري الظالم على التمادي وبلوغ غايات لم يكن قادرًا عليها أو حتى راغبًا فيها”.

واختتم بالقول: “إننا نتطلع إلى يوم يكون فيها الناس أحرارًا كرماء لا سلطان عليهم إلا ما تقرّره إرادتهم الحرّة ولا يكون ذلك إلا ثمرة جهاد وعطاء بلا محدود.”