بسم الله الرحمن الرحيم
بيان “لقاء” المعارضة في الجزيرة العربية حول جريمة إعدام النظام السعودي لمعتقل الرأي حسن الناصر
قال الله تعالى في كتابه الحكيم ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾.
أقدم النظام السعودي مرة أخرى على جريمة إعدام بحق المواطن حسن بن أحمد بن منصور آل ناصر على خلفية اتهامات غير مسندة بأدلة مقنعة وثابتة، حيث أجمل بيان وزارة الداخلية اتهامات تكاد تتكرر في بيانات الإعدامات السابقة بحق مواطنين آخرين من قبيل المساعدة على ارتكاب جرائم ارهابية مزعومة، أو قتل رجال أمن أو الإنضمام لمجموعات مرتبطات بالخارج..وهذه اتهامات تكاد تنطبق على كل شخص يراد تنفيذ الاعدام بحقه، في ظل افتقار الشفافية وشروط المحاكمات العادلة والنزيهة وضمان التمثيل القانوني للمتهمين.
إن جريمة الاعدام هذه تأتي في توقيت محفوف بعلامات استفهام كبيرة أولًا في ظل استمرار مشروع طمس الهوية والتغيير الديمغرافي الذي يقوم به النظام السعودي على نحو ممنهج من خلال عمليات التجريف لأحياء سكنية واسعة في محافظة القطيف استكمالًا لعمليات تجريف مماثلة جرت في مناطق أخرى من البلاد.
وثانيًا، تأتي هذه الجريمة، في ظل تخاذل النظام السعودي عن دعم قطاع غزة وأهله الصامدين في وجه العدوان الصهيوني، مع الحديث عن قرب إعلان التطبيع بين النظام السعودي والكيان الإسرائيلي، وما تشهده منطقة الخليج من تطوّرات متسارعة وآخرها انقلاب أمير الكويت مشعل الأحمد الصباح على دستور 1962 وإصداره أمرًا يقضى بتجميد المواد ذات الصلة بالسلطة التشريعية، وحل مجلس الأمة وتعطيله لمدة خمس سنوات، وهي إجراءات لاقت استحسانًا وتشجيعًا من قبل الشقيقة الكبرى.
ولناحية إعدام الشهيد حسن آل ناصر، فإن لجوء النظام السعودي إلى القوّة التعسفية والغاشمة لا يعكس سوى إفلاسه ونضوب خياراته، بعد أن فشلت وسائل إقناعه الزائفة في تحقيق النتائج المرجوة، فلا نجح في إقناع الشعب بجدوى رؤيته العمياء، بعد فشل المشاريع الاستثمارية الخيالية والأثمان الباهظة التي يتكبدها الوطن من ثروة أبنائه، ولا هو استطاع أن يشيد أسس اقتصاد تعددي بعد مرور تسع سنوات على اطلاق رؤية 2030.
وإننا إذ نعرب عن إدانة هذه الجريمة البشعة بحق الشهيد حسن آل ناصر وبحق الشهداء السابقين، نؤكد على أن هذه الجرائم لن تزيد دعاة الحرية والتغيير الشامل إلا إصرارًا على السير نحو هدف تغيير النظام، وإن البديل هو ما يختاره الشعب بملء إرادته. إن الخرائب التي أحدثها النظام السعودي في عهد سلمان وصبيته في البلاد بقدر ما خلّفت من أضرار فادحة بشرية ومادية فإنها تبشر بحسب المنطق القرآني بزوال الطغاة.
وإن القوة المفرطة التي يستعملها النظام السعودي مشفوعة بإشاعة ثقافة الخوف والتخويف تنبىء عن بلوغه المراحل الأخيرة من عمره، إذ لا يمكن لهذا الليل الدامس أن يدوم ولا بد لفجر الحرية أن ينجلي ذات يوم.
إننا ناشد أحرار العالم بإدانة مثل هذه الاعدامات السياسية التي يرتكبها النظام السعودي، وندعو إلى عدم الانخداع بالدعاية السوداء والرخيصة التي يروج لها الإعلام السعودي حول مزاعم الإصلاح والإنفتاح والتسامح فهم بعيدون كل البعد عن ذلك، وأن صفة الإجرام هي المطابقة لسلوكهم وسيرتهم وسلالتهم.
رحم الله شهداءنا الأبرار وفرّج عن سجناء الحرية في معتقلات مملكة الصمت.
لقاء المعارضة في الجزيرة العربية
4 ذي القعدة 1445
13 مايو/أيار 2024