نبأ – منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، تستمر اللقاءات بين المسؤولين السعوديين والأميركيين للبحث في ملف العدوان على غزة.
وعلى الرغم من الزيارات المكوكية لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وجلسات التشاور مع المسؤولين السعوديين إلا أن العدوان لا يزال مستمرًا، بل إن الكيان الإسرائيلي على مشارف الاجتياح الشامل لمدينة رفح.
بالتزامن مع حرب الإبادة، تطرح السعودية بوضوح موقفها من التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وفيما يلي العديد من التصريحات التي توضح ذلك، فقد سبق أن عبر وزير الخارجية فيصل بن فرحان عن رغبة بلاده بالتطبيع، لكن بشرط الوصول إلى “حل دائم للقضية الفلسطينية”، أو حل الدولتين. والأهم من ذلك أن بيان الخارجية السعودية الدي أعقب عدد من الاجتماعات التي عقدت في الرياض على هامش المنتدى الاقتصادي، بيّن أن مسعى السعودية هو تحقيق سلام دائم في المنطقة، بناء على إعطاء الفلسطينيين حقوقهم وضمان الأمن للكيان الإسرائيلي، بحسب ما ورد في البيان. كما أن بلينكن وفي إحدى زياراته للرياض خلال العدوان، أكد قبل توجهه للكيان الإسرائيلي أنه ناقش التطبيع في السعودية. وفي أعقاب زيارته الأخيرة أكد بلينكن أن زيارته للمملكة تخللتها مشاورات جيدة للغاية مع المسؤولين السعوديين حول تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب، مشيرًا إلى أنه لا يستطيع “تحديد إطار زمني لذلك”.
مع العلم أن ملف التطبيع السعودي الإسرائيلي، فمنذ أيام الرئيس السابق دونالد ترامب يطرح هذا الملف على الطاولة، لكن الرياض تضع شروطا لإتمامه، كالوصول إلى اتفاق أمني مع واشنطن والسماح لها بإنشاء برنامج نووي، وهذا فتح معضلة لدى الأميركي بعدما ألمحت السعودية إلى التوجه شرقًا للاستفادة من الخبرات الصينية في المجال النووي.
ما يحصل اليوم، هو أن السعودية تعمل بنظام المقايضة على حساب القضية الفلسطينية لتحقيق ما فشلت بتحصيله في السابق، دلك أن الفرصة حاليًا مؤاتية كي تطرح مطالبها بقوة على الطاولة، في المقابل تجد الإدارة الأميركية أنها مضطرة لمنح الرياض ما لم ترغب به في السابق، بالنظر إلى الحاجة الملحة لإنقاد اتفاقيات أبراهام التي وقعتها كل من البحرين والإمارات عام 2020، والأهم من ذلك هو تأمين أمن الكيان الإسرائيلي من خلال إزالة التهديد التام الدي تشكله حماس، وذلك لن يتحقق إلا مع الاستفادة من الوقت لإنجاز العمليات العسكرية الإسرائيلية وتطبيع العلاقات بين السعودية والكيان الإسرائيلي.
إدًا، وفي ظل هدا الواقع، يمكن فهم الترويج الذي يقوم به العديد من النشطاء والكتاب السعوديين والذين يقولون إن تطبيع السعودية لن يكون بالمجان إنما بإنهاء العدوان الإسرائيلي وحل القضية الفلسطينية، وبذلك تكون السعودية قد أنجزت ملف التطبيع مقابل تحقيق اتفاق أمني مع الولايات المتحدة وإنشاء برنامج نووي، بالإضافة إلى النأي بنفسها عن الحرج الدي كان سيصيبها لو طبعت في الماضي، ففي الوقت الحالي تستطيع الزعم بأنها طبعت لأجل فلسطين.