نبأ – لطالما ادعت السعودية أنها المدافع الأول عن فلسطين، والحقيقة أن مواقفها وتحركاتها تكشف دورها بوضوح، خاصة في الأشهر التي تلت طوفان الأقصى، حين التزمت الرياض بالتعليمات الأميركية على المستويات كافة، وهو ما ضيق الخناق على الفلسطينيين، في المقابل شكل ضمانة للاحتلال، ما جعله مستمرًا بارتكاب الجرائم والانتهاكات دون هوادة في غزة.
مزاعم السعودية حول مناصرة فلسطين، ظهرت في تصريح لسفير دولة فلسطين في السعودية باسم الآغا ورد فيه: “هنا السعودية بثقلها، بمحوريتها، وبالأمس عندما كان اللقاء التاريخي بين السيد الرئيس محمود عباس وسمو الأمير محمد بن سلمان، قال: نحن معكم، والعالم معكم، ولن نترككم”. وسريعًا، تلقف إعلام النظام السعودي هذه الكلمات ليقول إن العالم بدأ يعترف بدولة فلسطين بعد ضغوطات سعودية، كما دخل ما يسمى بالـ”ذباب الإلكتروني” للحديث عن “الدور السعودي” في دعم فلسطين.
الواقع أنه منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، تكتفي السعودية ببيانات التنديد من دون اتخاذ أية إجراءات لصالح الشعب الفلسطيني. وأكثر من ذلك، تحرص الخارجية السعودية على إطلاق المواقف التي تنسجم مع الرؤية الأميركية لواقع غزة السياسي بعد انتهاء الحرب.
تخاذل الموقف السعودي حيال القضية الفلسطينية ظهر أيضًا في شن حملة اعتقالات للمواطنين بسبب مشاركتهم مشاعر معادية للكيان الإسرائيلي على وسائل التواصل الاجتماعي تتعلق بالعدوان الإسرائيلي بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ في أبريل الفائت. ويأتي ذلك في الوقت الذي تبدي الرياض استعدادها للموافقة على العلاقات الدبلوماسية مع “إسرائيل” إذا التزمت بإقامة دولة فلسطينية.
وفي خضم العدوان على غزة، والحديث عن اليوم التالي للحرب، تستغل السعودية التوجه الأميركي لتأمين أمن الكيان الإسرائيلي من خلال التطبيع مع دول المنطقة وفي مقدمتها السعودية، لتطرح مطالبها من واشنطن وهي توقيع اتفاق أمني لحماية النظام من أي هجوم خارجي أو حدث داخلي، والتمكن من إنشاء برنامج نووي سلمي. وهي مطالب لا تزال على طاولة البحث والنقاش الأميركي السعودي، لكن بحسب تصريحات المسؤولين الأميركيين وفي مقدمتهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن أحرز الطرفان تقدمًا في المفاوضات بشأن اتفاق التطبيع.
إذًا، وفي الوقت التي تروج الرياض لدورها المزعوم في “إنهاء الحرب” بعد اتفاق التطبيع المحتمل، وفي “الاعتراف بفلسطين كدولة”، تمارس في الحقيقة مختلف أشكال التخاذل والخيانة للقضية الفلسطينية ولغزة.