نبأ – تحدثت صحيفة “إسرائيل اليوم” الإسرائيلية، عما بات معلوما للجميع، فيما يتعلق بمحطات “التعاون السري” بين الرياض وتل أبيب القائمة منذ عقود.
وفي تقرير حمل عنوان: “التاريخ المفاجئ للعلاقة السعودية الإسرائيلية السرية”، سلطت الضوء على تاريخ العلاقات بين الطرفين، موضحة أنه ومنذ عام 1948 تاريخ إنشاء الكيان على أرض فلسطين المحتلة، بحث ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي عن حلفاء محتملين، وكان من بينهم السعودية.
بدورها، نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرا استند إلى كتابات مؤرخين وباحثين ومسؤولين سابقين، استعرض “العلاقات السرية” التي تمت بين الإسرائيليين والسعوديين على مر التاريخ وحتى من قبل تأسيس الكيانين، وصولا إلى المفاوضات الجارية المعلنة حاليا، بدعم أميركي، بشأن إمكانية إقامة علاقات رسمية.
ولفتت إلى أنه كان يُنظر للسعوديين في حينها على أنهم براغماتيون لا يريدون أن تتمتع الدول العربية الأخرى بقدر كبير من القوة في المنطقة، وأن وجود “إسرائيل” كصديقة ممكن أن تعزز مصالح المملكة. وبحسب الصحيفة فقد جاءت أولى بوادر العلاقة السرية في أوائل الستينيات من القرن الماضي عند انتصار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962. وبعد نجاح الثورة تلك، عمدت السعودية إلى فتح مجالها الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية التي تدخلت في محاولة لإحباطها، وكانت المرة الأولى التي تتوافق فيها المصالح السعودية والإسرائيلية، ولم تكن الأخيرة.
في عام 1967، تبنت جامعة الدول العربية بأكملها ما عرف بـاللاءات الثلاث، لا سلام مع إسرائيل، ولا اعتراف بإسرائيل، ولا مفاوضات مع إسرائيل. لكن وراء الكواليس، تقول هآرتس إن “إسرائيل” كانت تعمل سرا لبناء الجسور مع السعوديين، حيث نقلت معلومات عن محاولات محلية للإطاحة بالحكومة السعودية وحذروا السعوديين من مؤامرة لاغتيال الملك الأردني.
في نهاية المطاف، أدرك السعوديون، أن الكيان وجد ليبقى، بحسب الصحيفة، التي أكدت اعتراف الملك السعودي عام 1977، بأنه لم يعد أحد يحاول محو “إسرائيل” من على الخريطة بعد الآن.
وفي حرب الخليج وجد السعوديون والإسرائيليون أنفسهم على الجانب نفسه في معركتهم مع صدام حسين، وجلس السعوديون والإسرائيليون في نفس الغرفة لأول مرة في مؤتمر مدريد للسلام، لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.
وعلى الرغم من عدم التوصل إلى سلام في المؤتمر، إلا أن العلاقة بين الرياض وتل أبيب كانت دافئة، وخلف الأبواب المغلقة، استمر الجانبان في الحديث عن مشاريع مشتركة من شأنها أن تعود بالنفع الاقتصادي إذا تمكنا من التوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بحسب هآرتس.
وتقول الصحيفة إنه في عام 2006 وبعد هزيمة “إسرائيل” في حرب تموز أمام المقاومة الإسلامية في لبنان، وجد الكيان نفسه إلى جانب السعودية في نفس القارب المحفوف بالمخاطر، حيث تعرضتا للتهديد المباشر من قبل إيران، بحسب زعمها. وأدى هذا “التهديد المشترك” في النهاية إلى جمع الطرفين معا لمناقشة كيفية إيقاف التهديد الإيراني.
وفي عام 2020، أُبرمت اتفاقات أبراهام، بدعم أميركي، بين الكيان، ودولتين خليجيتين على حدود السعودية: هما الإمارات والبحرين. وعلى الرغم من أن السعوديين لم يكونوا جزءا من الصفقة، إلا أنها ما كانت لتتم لولا موافقتها.
وفي عام 2023، أعلن السعوديون صراحة أنهم على استعداد لتطبيع العلاقات، إلا أن معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، وما تلاها من عدوان على غزة عرقلت إعلان التطبيع، مع العلم أن السعودية ما زالت تسعى لإتمام الصفقة، وسط رفض إسرائيلي في الوقت الحالي. ومع ذلك، تقول هآرتس أنه عندما هاجمت إيران، الكيان الإسرائيلي في أبريل الماضي، هبت العديد من الدول العربية، بما في ذلك بعض الدول التي ليس لها علاقات معلنة، للدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي، عبر تقديم معلومات استخباراتية، وسمحت لقوات الاحتلال باستخدام مجالها الجوي، أو حتى ساعدت بنشاط في تعقب واعتراض المسيّرات والصواريخ الإيرانية.
وتبين الصحيفة أن هذا يشير إلى أن العلاقة السعودية الإسرائيلية قد تكون لها جذور أعمق مما كان معروفا من قبل. وتختم بالقول إن “السؤال الوحيد هو متى سيأخذ الطرفان زمام المبادرة ويعلنان عن تعاونهما الطويل الأمد”.