نبأ – نمطٌ مُتّبَع ومسارٌ طويل منَ الانتهاكات المروّعة بحقّ العُمّال الأجانب في السعودية؛ البلاد التي تعتمدُ نظامَ كفالةٍ يكون أقرَب إلى العُبودية. تقريرٌ يروي قصّة مُعاناة عاملة كينيّة..
***
بعدَ خيبة أمَل تمثلَت باكتشافها أنّها لم تكُن تجربة تحويلية في حياتها، ها هيَ فيلما نيريما Velma Nerima، العاملة الكينية، تخرج عن صمتها، عقِبَ نجاح مُحاولتها في الفرار منَ السعودية، بسبب ما تعرّضَت له مِن سُوء مُعاملة منذ العام 2021، وذلك مِن خلال إجبارها على العبودية المنزلية وتحمُلها لتجارب مروّعة، تركَتها مُتضرِرة جسديًا ونفسيًا، وفقَ وَكالة “مواكيليشي” Mwakilishi الكينية، في السادس والعشرين مِن أغسطس الجاري.
فيلما العائدة إلى ديارها بمشاكلَ صحيةٍ خطيرَة وصدماتٍ نفسيةٍ صعبة، مصحوبة بعزلةٍ اجتماعيَة، ليسَت وحدها مَن عاشَ هكذا تجربة، فبعضهنّ وصَلنَ إلى حافّة الموت ورجعنَ.. نظيرتها لُوسي وانجيكو عانَت الاستغلال والحَرق بواسطة الماء المغلي، إضافةً إلى الحبس والحرمان منَ الغذاء، وحَجب الراتب عنها، ومُصادرة جواز السفَر، وكانَ طريقها إلى الشفاء مُستعصِيًا.
الروايات هذه تُسَلّط الضوء على نمطٍ مُتّبَع ومسارٍ طويل منَ الانتهاكات الجسيمة، بحق العمّال الأجانب في السعودية، لا سيما وأنّ نظام “الكفالة” ينتهكُ حقوقَهم الإنسانية الطبيعية.