نبأ – طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بفتح تحقيق دولي في الجرائم الخطيرة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المسنين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، كان آخرها إعدام زوجين مسنيّن في خان يونس جنوبي غزة، وإعدام مسن آخر في جنين، يوم الجمعة الماضي، خلال عدوانه على الضفة الغربية المحتلة.
وكشف الأورومتوسطي، في بيان له اليوم الأحد، أنه وثق في حصيلة غير نهائية استشهاد 2122 مسنًا من الذكور والإناث، خلال 330 يومًا من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بما يقارب 2% من إجمالي عدد المسنين في قطاع غزة البالغ عددهم 107 آلاف مسن، وبما يقارب 4% من إجمالي الشهداء الفلسطينيين في غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023.
وأشار الأورومتوسطي إلى أن هذه الجرائم التي تكررت مئات المرات لا توجد لها أية مبررات، خاصة في وقت تواجه فيه هذه الفئة من المدنيين معاناة مضاعفة، بعد أن حولتها قوات الاحتلال إلى أهداف مشروعة منذ بدء عدوانها على القطاع.
وقال المرصد الأورومتوسطي أن الغالبية من هؤلاء المسنين استشهدوا سحقًا تحت أنقاض منازلهم أو مراكز الإيواء التي لجؤوا إليها بعدما قصفتها الطائرات الإسرائيلية على رؤوسهم، أو خلال تحركهم الاضطراري لقضاء حاجاتهم الأساسية في الشوارع والأسواق، فيما الخطير أن العشرات منهم تم استهدافهم على نحو مباشر من خلال عمليات تصفية وإعدامات ميدانية.
وأوضح الأورومتوسطي أن فريقه الميداني وثق العثور على جثماني المسنين “وجيه مصباح شعث” (71 عامًا) وزوجته “صباح شعث” (65 عامًا) بعدما أعدمهما جيش الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص في منزلهما في خان يونس جنوبي قطاع غزة، وكان الفريق وثق العثور على جثتيهما بعد انسحاب قوات الاحتلال صباح يوم الجمعة 30 أغسطس / آب الماضي.
وأبرز الأورومتوسطي إلى أنه وثق سابقًا عشرات الشهادات الصادمة عن تصفيات جسدية وإعدامات ميدانية تعرض لها عشرات المسنين ممن تزيد أعمارهم عن 60 عامًا في قطاع غزة.
ونبّه الأورومتوسطي إلى أن المسنين باتوا أهدافًا مباشرة ومتعمدة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، عدا عن كونهم يدفعون ثمنًا باهظًا للهجمات العشوائية وغير المتناسبة التي تنفذها القوات الإسرائيلية، وبخاصة في قطاع غزة، فإلى جانب استشهاد المئات منهم، أصيب عدة آلاف بجروح يصعب تعافيهم منها نظرًا لأوضاعهم الصحية الهشة أساسًا، بالإضافة إلى عدم توفر الرعاية الصحية الملائمة.
كما أشار الأورومتوسطي إلى توثيق اعتقال القوات الإسرائيلية العشرات من المسنين الفلسطينيين، بما فيهم رجال ونساء، تزيد أعمارهم عن 70 عامًا، وتعرضوا خلالها إلى عمليات تعذيب وتنكيل وحرمان من الحقوق الأساسية ودون أي مراعاة لحالتهم الصحية أو سنهم المتقدم، وحرموا من الحصول على العلاج، ما تسبب في استشهاد العديد منهم في مراكز الاعتقال والسجون الإسرائيلية.
وجدد المرصد الأورومتوسطي تحذيره بأن خطر الموت يتهدد جديًا عشرات الآلاف من المسنين في قطاع غزة، بالنظر إلى أن 69% من هؤلاء المسنين يعانون من أمراض مزمنة، وأغلبهم لم يتلق أية رعاية صحية بسبب تدمير جيش الاحتلال للقطاع الصحي هناك على نحو منهجي وواسع النطاق، بالإضافة إلى الحصار التعسفي على قطاع غزة، ومنع إدخال المستلزمات الطبية، بما في ذلك الأجهزة الطبية والأدوية الضرورية، والغذاء الكافي والمناسب، وذلك إمعانًا في حرمان الفلسطينيين من المواد الأساسية التي لا غنى عنها للبقاء والنجاة ولإخضاعهم إلى ظروف معيشية يقصد بها تدميرهم، مؤكدًا أنه حصل على معطيات من وزارة الصحة تشير إلى ارتفاع كبير في وفاة هذه الفئة الهشة خلال الأشهر العشرة الماضية مقارنة بالأشهر المماثلة السابقة.