مع انقضاءِ أسبوعين كاملين على بدءِ العدوان على اليمن، تتّضح أكثر الورطةِ السعوديّةِ. هي أكثرُ من مغامرةٍ.. وأكثرُ من انتحار.
لا انجازَ حقيقيّاً في الميدانِ.. الطيرانُ الحربيّ لم يُحقّق شيئاً حتّى الآن.. والآلةُ الإعلاميّةُ السّعوديّةُ فشلت في اختراع انتصارٍ يُقوِّي الجبهةَ السّعوديّةَ الداخليّةَ التي لا تزال حتّى الآن لا تُبدي أيّ تفاعلٍ حقيقيّ مع الحربِ العدوانيّة، وأقصى ما تفعله الرياضُ لتأجيج النّاسِ معها هو الاستخدامُ المفتوحُ للورقةِ الطائفيّة، وإلهابِ المشاعر المذهبيّة. وهي معركةٌ بدأ يباشرها أمراءُ آل سعود أنفسُهم، جنباً إلى جنبِ شيوخِ الفتنةِ الذين يتوزّعون في الإعلام السعوديّ الرسميّ وغير الرّسمي.
إلا أنّ الميدان بيد اليمنيين الثابتين على الأرض.. والانتصاراتُ الكبرى التي يُحقّقها الجيشُ اليمني واللّجانُ الشّعبيّة في دكِّ معاقلِ تنظيمِ القاعدة؛ هي انتصاراتُ السّحقِ الأكبرِِ لآل سعود، الذين طالما غذّوا القاعدةَ، واعتاشوا على تفجيراتها.
حلفاءُ السعوديّةِ يبحثون لها عن مخرجٍ ما، والرياضُ ستضطرُّ إلى إعلانِ الهزيمةِ النكراء، لأنّها هُزِمت فعلاً، ولا أمل إلا أن تمضي في المغامرةِ إلى آخر شرنقةٍ فيها، أو أنْ ترضى بأن تُشاهِدَ العاصفةَ وهي ترتدّ عليها، لتمرِّغَ جبروتها في ترابِ العاصفة، ومن الداخلِ، ومن غيرِ كثيرٍ من الحزْم…