السعودية/ نبأ- كشف موقع "ماركت ووتش" أكبر المواقع الإلكترونية المالية في العالم، في مقال للكاتب مارك ديكامبر، ان "أوبك فقدت نفوذها في سوق النفط- وربما لا تسترده مجددا".
وقال ديكامبر إن منظمة الدول المصدرة للنفط " أوبك" التي تسيطر على أكثر من 80% من احتياطي النفط العالمي لم تعد تسيطر على أسعار النفط الخام.
منذ أن أعلنت منظمة " أوبك" التي تتألف من 12 دولة في العام الماضي أنها لن تخفض مستويات إنتاجها من النفط بغية كبج جماح المعروض النفطي المتزايد، والمدعوم في جزء منه بشركات إنتاج النفط الصخري الأمريكية، تكشف مجموعة من المراقبين في سوق النفط عن شهادة وفاة المنظمة- أو على الأقل تحييد دورها بصورة كبيرة.
وكان فرانسيسكو بلانش رئيس قطاع السلع في مصرف " بنك أوف امريكا" هو آخر الخبراء الذين كتبوا نعيا للمنظمة.
وقال بلانش في حواره المتلفز لشبكة " سي إن بي سي" الأمريكية في السادس من أبريل الجاري إن منظمة الدول المصدرة للنفط لم تعد تمتلك سوى سلطات قليلة جدًا على أسعار النفط العالمي.
وأضاف بلانش: "أوبك قد تركت السوق يقوم بالعمل الذي كانت تقوم به هي في الماضي."
وتابع: "إن أوبك تركت السوق يعيد بنفسه التوازن بدلًا من السيطرة على أسعار السوق."
وذكر وزير النفط السعودي علي النعيمي في تصريحات أدلى بها لوكالة رويترز في الـ 22 من مارس المنصرم أن: " الموقف صعب في الوقت الحالي. لقد حاولنا وعقدنا الاجتماعات، غير أننا لم ننجح نظرا لأن الدول ( خارج أوبك) تصر على أن المنظمة تتحمل العبء ونحن نرفض أن تتحمل المسئولية وحدها."
وتجيء تعليقات بلانش الأخيرة في أعقاب إطلاق تصريحات مماثلة من جانب جيف كوري، كبير المحلل الإستراتيجيين في مجال السلع في أواخر أكتوبر الماضي والتي قال فيها أن منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية يضعون ضغوطا متنامية على قدرة أوبك في التأثير على أسعار الخام العالمية.
وحتى ألان جرينسبان، الرئيس السابق لـ الاحتياطي الفيدرالي قد علق أيضا على تصاؤل سلطات منظمة الدول المصدرة للنفط في مقالة له نشرتها صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية في فبراير الماضي والتي راح يحذر فيها من أن قوة تحديد الأسعار التي كانت تتمتع بها أوبك في السابق ربما يكون شيئا " من المستحيل استعادته."
بل ومن الممكن أن يتوارد إلى ذهن الكثيرين أن أوبك لا تلتزم حتى بنص مهمتها والتي تهدف، في جزء منها، إلى ضمان " الاستقرار في أسعار النفط في أسواق الخام العالمية مع مراعاة القضاء على التقلبات الضارة وغيرة الضرورية في هذا السوق الحيوي."
ويجيء الحديث عن تحييد دور أوبك في الوقت الذي سجل فيه مزيج خام برنت القياسي تسليم شهر مايو أعلى مستوياته في الـ 7 من أبريل الجاري، مع مخاوف من إضافة إيران شحنات نفطية إلى المعروض النفطي العالمي وتراجع قيمة الدولار الأمريكي.
وتسلط تلك الخطوات الضوء على التذبذبات في أسعار النفط والتي واجهها المستثمرون طيلة الثلاثة شهور الماضي، وهو التذبذبات التي ربما لا تستطيع أوبك مواجهتها.