نبأ – “خليهم يطبعوا أحسن ما يضلّوا محسوبين علينا زلم”. قالها مسن فلسطيني يوما بعد توقيع كل من الإمارات والبحرين اتفاقات أبراهام مع الكيان الإسرائيلي، برعاية أميركية.
مقولة قد تكون أبلغ رد على بيان وزارة الخارجية السعودية عقب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فجر اليوم الأربعاء، حول تهجير فسطينيي غزة إلى مصر والأردن، ونيته احتلال القطاع، وأن السعودية ستطبع مع “إسرائيل” دون شرط إقامة دولة فلسطينية، وعقب تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بينامين نتنياهو الذي اعتبر فيها أن السلام بين “إسرائيل” والسعودية ليس ممكنا فحسب، بل أنه سيتم، فيما لا تزال حكومته ترفض بشكل قاطع إقامة دولة فلسطينية.
قالت الخارجية السعودية في بيانها، إنها لن تقيم علاقات دبلوماسية مع “إسرائيل” دون “حل الدولتين”، وإن موقف الرياض من قيام الدولة الفلسطينية راسخ وثابت لا يتزعزع وليس محل تفاوض أو مزايدات، رافضة المساس بحقوق الشعب الفلسطيني سواء من خلال سياسات الاستيطان، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
نية التطبيع الراسخة في سياسة النظام السعودي من بوابة ادعاء “الحرص على القضية الفلسطينية”، لم يحجبها دم الفلسطينيين، من أطفال ونساء وشيوخ، الذي ملأ قطاع غزة، وانتقل ليروي شوارع الضفة المحتلة في تأكيد على أنهم أهل الأرض.
نية، تجسد حتما التناقض المثير للضحك. فكيف يتم تبرير الدفاع عن القضية الفلسطينية ورفع الظلم والقتل والقمع وحملات الاعتقال والترويع ومسلسل قضم الأراضي المستمر والمتواصل بحق الفلسطينيين من خلال التطبيع مع عدوهم؟
فهل تكون تصريحات النظام السعودي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية “جوفاء” على غرار التصريحات التي تتعلق بالداخل؟
بنظرة على مدى التزام ولي عهد السعودية بتعهداته، نجد على سبيل المثال، أن محمد بن سلمان ألزم نفسه عام 2018 في حوار مع مجلة “التايم” الأميركية، بتقليص أحكام الإعدام إلى الحد الأدنى، إلا أنه ومنذ إطلاق تصريحه، شهدت المملكة ارتفاعا حادا في عدد جرائم الإعدام، ليعتبر عام 2024 العام الأكثر دموية منذ عقود.
فما الذي يمنع ابن سلمان عن النكث بوعوده تجاه القضية الفلسطينية، وهو الناكث لوعده تجاه المواطنين على الأرض التي نصب نفسه حاكما عليها؟! لا سيما وأنه امتنع خلال معركة “طوفان الأقصى” والعدوان الإسرائيلي على غزة من استخدام النفط كسلاح لردع الاحتلال الإسرائيلي، وإنهاء الحصار والعدوان المستمر على القطاع، علاوة عن كونه كان شريكا بالعدوان من خلال الجسر البري الذي أمن نقل البضائع ميناء دبي مرورا بالأراضي السعودية ثم الأردنية وصولا إلى الكيان الإسرائيلي، لا سيما بعد الحصار البحري الذي فرضه اليمن على تل أبيب ضمن معركة إسناد غزة.
الحديث عن الجسر البري ليس من محض الخيال، وإنما هو واقع أكدته وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف خلال رحلتها إلى الهند في فبراير 2024 حيث قالت في حينها إن البضائع تخرج من ميناء موندرا عبر البحر إلى الإمارات، ومن ثم تُنقل برا بالشاحنات إلى السعودية والأردن وصولا إلى الكيان الإسرائيلي.
قناة نبأ الفضائية نبأ