السعودية/ نبأ- قال وزير البترول علي النعيمي أن الله وحده هو الذي يعرف المسار الذي تتجه إلى أسعار النفط العالمية في ظل تزايد التكهنات حول المدة التي ترغب فيها المملكة الإبقاء على أسعار الخام عند مستويات منخفضة.
وقال النعيمي في تصريحات لشبكة " سي إن بي سي" الإخبارية الأمريكية اليوم –الثلاثاء- إنه " لا يمكن لأحد أن يتكهن بأسعار النفط- فالله وحده هو القادر على ذلك."
وتجيء تصريحات النعيمي في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة التوقعات حول المدة الزمنية التي ستبقي فيها الرياض على قرارها الخاص برفض خفض مستويات الانتاج النفطي- وهي الخطوة التي من الممكن أن ترفع أسعار الخام.
وذكر النعيمي أنه " لا يشعر بالقلق على الإطلاق" من آفاق رجوع النفط الخام الإيراني إلى السوق العالمية حال رُفعت العقوبات الغربية المفروضة على طهران في إطار الاتفاقية النووية المحتملة.
ويرى المحللون أن تلك الخطوة ستسهم بما لا يدع مجالا للشك في خفض أسعار النفط، حيث أنها ستضيف إلى الوفرة في المعروض العالمي من الخام.
وتأتي تصريحات المسئول السعودي في أعقاب أحد عشر شهرا من الانخفاض الحاد في أسعار النفط العالمي. وهبط سعر مزيج خام برنت القياسي العالمي من أعلى مستوياته في يونيو الماضي ( 114 دولار للبرميل) إلى أدنى مستوياته في ست سنوات على الإطلاق في يناير الماضي على خلفية الزيادة في المعروض وتراجع معدلات الطلب.
لكن أسعار النفط حققت قفزة نوعا ما خلال الأسابيع الأخيرة، مدعومة في ذلك بالانخفاض في أنشطة الاستشكافات النفطية في الولايات المتحدة وكذا التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، ما أسهم في إخراج المعروض من السوق.
وكان سعر خام برنت قد ارتفع لأعلى مستوياته أمس –الاثنين- مسجلا 67.10 دولار للبرميل. ومع ذلك، هبطت أسعار برنت للعقود الأجلة إلى 66 دولار للبرميل بعد تواتر أنباء حول توجه المملكة العربية السعودية نحو وقف عملياتها العسكرية في اليمن بهدف السماح بتقديم المساعدات إلى المدنيين، ما قلل المخاوف حيال المعروض النفطي من الشرق الأوسط.
وفي الوقت ذاته، انخفض أسعار العقود الآجلة للخام الأمريكي بمعدل 22 سنتا إلى 58.72 دولار للبرميل.
وكان الهبوط الحاد في أسعار النفط على مدار العام الماضي قد تفاقم جراء إبقاء منظمة الدول المصدرة للنفط " أوبك"- تضم إثنى عشر دولة منتجة للنفط وفي مقدمتها السعودية- مستويات الانتاجا لعام الماضي عند 30 مليون برميل يوميا بهدف الحفاظ على حصتها السوقية، ما وضع ضغوطا على منتجي النفط المنافسين في الولايات المتحدة .
ويتوقع محللون في أسواق الطاقة أن تقوم منظمة "أوبك" خلال اجتماعها المقبل في يونيو المقبل بخفض حصص الإنتاج للدول الأعضاء لمواجهة التدفق المحتمل للنفط الإيراني إلى الأسواق.
وقال نيكولو سارتوري الباحث الأول في قسم الطاقة في معهد العلاقات الدولية في روما "أعتقد أن الاتفاق الإطاري الذي تم التوصل إليه في لوزان بين إيران ومجموعة "5+1" لن يؤثر بشكل فوري على أسعار النفط، بالرغم من أننا شهدنا انخفاضا طفيفا يوم أمس في الأسواق، لكن الأمور ستتضح بشكل أفضل بعد شهر يونيو المقبل، عندما سيتم تحديد موعد رفع العقوبات عن إيران".
ورجح سارتوري تراجع أسعار الذهب الأسود في الأسواق في حال التوصل إلى اتفاق نهائي، بسبب وجود احتياطيات كبيرة من النفط لدى إيران واستعدادها لتصدير ما يقارب 800 ألف برميل يوميا خلال العام الجاري، منوها إلى أهمية رد منظمة "أوبك" على زيادة إمدادات النفط الإيراني إلى الأسواق كون إيران عضو في المنظمة.
وتوصلت الدول الكبرى الست مع إيران في مارس الماضي بمدينة لوزان السويسرية إلى اتفاق نووي إطاري، يمهد الطريق نحو إبرام اتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني بنهاية يونيو المقبل، من المفترض بعده رفع العقوبات الدولية تدريجيا عن إيران.
وأضاف الخبير أنه حال عدم اتخاذ "أوبك" أي خطوة كخفض حصص الإنتاج فإن أسعار النفط ستستمر في الهبوط.
تجدر الإشارة إلى أن "أوبك" تعتمد على صادراتها النفطية اعتمادا كبيرا لتحقيق مدخولها، وتملك الدول الأعضاء في هذه المنظمة 40% من الناتج العالمي و70% من الاحتياطي العالمي للنفط، وتضم المنظمة إيران إلى جانب منتجين آخرين كالسعودية وفنزويلا.