نبأ – قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية في كلمة له من على “منبر القدس”، ضمن فعاليات يوم القدس العالمي اليوم الأربعاء: “نحن أمام مرحلة غير مسبوقة من تاريخ أمتنا، بادرت فيها المقاومة بالطوفان، لإعادة رسم معادلة الصراع التي لم ولن تعود إلى الوراء.
وأضاف: “أثبتت المقاومة قدرتها على المبادرة والهجوم، وأظهرت للعالم عجز الكيان الصهويني وفشله الأمني والعسكري، وعدم قدرته على كسر إرادة شعبنا ومقاومتنا، رغم 15 شهرا من القتل والإرهاب والدمار، ورغم الإمداد والدعم الكامل من الولايات المتحدة الأمريكية للعدو، والغطاء السياسي المفتوح الذي تمنحه إياه لارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتجويع، والاغتيال في فلسطين ولبنان وسوريا، والتهديد والقصف لليمن والعراق ولعموم المنطقة”.
وأشار إلى أن شرارة الطوفان انطلقت لإجهاض محاولات الاحتلال حسم الصراع من بوابة القدس والمسجد الأقصى، بعد محاولته لتكريس الهيمنة السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وتابع الحية: “المقاومة نجحت في كشف الوجه الحقيقي للاحتلال، كعدو استراتيجي للأمة، وبرزت خلال المعركة معادلة جديدة للقوة في المنقطة، حينما هبّ المقاتلون في فلسطين ولبنان والعراق واليمن وإيران، يقاتلون ويرمون عن قوس واحدة، من أجل الأقصى وفي سبيل القدس. وخرج الأحرار في ساحات العالم، منديين بعدوان الاحتلال، رافضين الهيمنة والغطاء الأمريكي، مستنكرين الجرائم الوحشية التي يقوم بها هذا العدو، الذي لا يقيم للقيم والأخلاق وزنًا”.
وقال: “يا شعبنا المجاهد المعطاء، يا أمة المليار، لقد بذلنا منذ السابع من أكتوبر كل الجهود، وتحركنا على أكثر من ساحة، وفي أكثر من اتجاه، ببوصلة واضحة، وخطى واضحة، واضعين لأنفسنا أهداف محددة، أولها وقف العدوان والقتل والإرهاب، الذي يمارسه هذا العدو الصهيوني المجرم، والتوسع الاستيطاني، ومحاولات التهجير في الضفة وغزة. وثم استثمار ما حققه الطوفان على المستوى الوطني، في تحقيق وحدة شعبنا، وعلى المستوى السياسي، في إيجاد أفق نتخلص فيه إلى الأبد من هذا الاحتلال البغيض، ونقيم معا دولتنا الحرة المستقلة وعاصمتها القدس، ونحرر أقصانا وأسرانا وشعبنا من نير الاحتلال”.
وأكد أن المقاومة في يوم القدس تقف أمام مجموعة من المعاني والرسائل:
أولا: شعبنا العظيم أمهاتنا الصابرات، أهلنا في غزة العزة، يا فلذة الأكبادة، يا من عشتم لحظات المحنة والمعاناة، وجسدتم معاني العزة والكرامة، هنيئا لكم، وربح بيعكم، وبورك جهادكم، ودام عطاؤكم، وثبت أجركم إن شاء الله، ووالله لا نسلمكم ما حيينا، ولا نفرط بذرة من حقوكم في الوطن العزيز.
ثانيا: قادتنا الشهداء.. عهدا أننا ماضون على الطريق، على ذات الشوكة لا نقيل ولا نستقيل، حتى يكتب الله لنا إحدى الحسنيين: إما النصر أو الشهادة.
ثالثا: أهلنا وأبطالنا وشعبنا في الضفة الغربية الصامدة وفي الداخل المحتل، الذين يدافعون ويقاتلون ضد مخططات الاحتلال بالاقتلاع والتهجير والضم وتوسيع الاستيطان، لكم كل التقدير والعهد أن نبقى معا نقاوم ونجاهد هذا العدو، حتى يكتب الله لنا النصر والتمكين.
رابعا: شعبنا الكريم في الشتات والمنافي.. إن طالت الغربة وطالبت المعاناة، فإن العودة ستبقى حقا ويقينا، وعهدا بإذن الله.
خامسا: إخواننا المجاهدين أبطال القسام وأبطال كل فصائل المقاومة.. يا من حملتم أرواحكم وسلاحكم من أجل القدس وفي سبيل تحريرها، كل التحية لكم والتقدير، والثقة أننا معكم وبكم ماضون على طريق القدس وتحريرها بإذن الله.
سادسا: أمتنا العربية والإسلامية ويا علماء أمتنا، ها هو الطوفان يقدم يؤدي ما عليه، وقد قدم أهلنا في غزة كل ما لديهم، وقد آن الأوان لنكسر حالة الصمت، التي ينتهزها الاحتلال لينفذ مخططاته التوسعية في بلادنا العربية والإسلامية.. آن الأوان أن تنتصر الأمة بكل مكوناتها لمسرى نبينا صلى الله عليه وسلم، ولعذابات أهلنا في غزة وفلسطين.
سابعا: إن القدس كانت وستبقى بوصلة هذا الصراع وعنوانه وطريق المجاهدين في كل مكان، وعنوانا لوحدة الأمة المجاهدة، وأي تفريط أو محاولة تفريط بشبر من القدس هي خيانة للدين والوطن ولتضحيات الشهداء، فدون القدس الرقاب والأفئدة والمهج، ولا عزة ولا كرامة للأمة بدون القدس.
ثامنا: التحية في هذا اليوم المبارك لكل من اجتمعوا لإحياء هذه الذكرى المباركة، مجددين عهد القدس، مؤكدين أن تحرير القدس حتمية تاريخية عقدية، مهما تكالبت الفتن، وكثر القتل والإرهاب.
تاسعا: لقد تلقينا خلال المرحلة الماضية مجموعة من المقترحات والمبادرات، وقد تعاملنا معها بإيجابية ومسؤولية لإنجاز أهدافنا بالوقت التام للعدوان على أهلنا بغزة، وضمان الانسحاب الكامل من قطاع غزة، وتبادل الأسرى، وإعادة الإعمار، وإنهاء الحصار. الاحتلال الصهيوني انقلب على الاتفاق على الذي وقعه معنا، ووقعه الوسطاء الضامنون، ورفض الانتقال للمرحلة الثانية منه، واستأنف مجددا عدوانه على شعبنا وأهلنا في قطاع غزة، وإننا نؤكد جاهزيتنا لمواصلة العمل والمفاوضات بكل مسؤولية لتحقيق أهدافنا.
عاشرا: نقول للعالم أجمع.. لقد آن الأوان كي يأخذ الشعب الفلسطيني حقه، واضحا وكاملا في أرضه ووطنه، وأن ينتهي هذا الاحتلال القائم، ونقيم دولتنا كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وعودة أهلنا ولاجئينا إلى ديارهم وبيوتهم التي طردوا منها.
وختم أن أي تجاهل أو استمرار في سياسة ازدواجية المعايير، لن تؤدي إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة، بل وربما على مستوى العالم.