نبأ – اهتمت صحيفة الشرق الأوسط، بنقل وتضخيم خطاب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الذي شن فيه هجوما ضد المقاومة في لبنان، متهما إياها زورا بـ”تهديد الدستور والمؤسسات والدولة”.
ونقلت الصحيفة السعودية موقف جعجع الراقض لخطاب الأمين العام لحزب الله في لبنان الشيخ نعيم قاسم، وتحذيراته بأنه يشكل تهديدا مباشرا للحكومة اللبنانية بالدرجة الأولى، وللأكثرية النيابية التي منحت هذه الحكومة الثقة بالدرجة الثانية، وللمؤسسات الدستورية كافة في لبنان، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ولكل لبناني حر، بحسب ادعاء جعجع.
وقال جعجع، في بيان: “إذا كان الشيخ نعيم يَفترض أنّه لم يَعُد في لبنان لبنانيون أحرار، فهو مخطئ، بل مخطئ جداً. وإذا كان يَفترض أنّه بهذه الطريقة يفرض هيبته غير الموجودة أصلاً على هؤلاء اللبنانيين الأحرار، فهو مخطئ أيضاً وأيضاً وأيضاً.
وأضاف: “في هذه اللحظات الحساسة من تاريخ لبنان، نقف جميعاً كلبنانيين أحرار، ونحن نشكّل الأكثرية الكبرى في لبنان، خلف مؤسساتنا الدستورية، ممثلة خصوصاً برئيس الجمهورية وبرئيس الحكومة اللذين يسعيان بكل ما أوتيا من وطنية واندفاع وقوة إلى إعادة لبنان إلى نفسه، وإلى إعادة الدولة الفعلية إلى انتظامها، وإلى إعادة أصدقاء لبنان إليه، وإلى إعادة المجتمع الدولي أيضاً إلى جانبه”.
جاءت مواقف جعجع قبل يومين على زيارة الموفد الأميركي توماس براك المزمع وصوله إلى بيروت، الاثنين المقبل، وردا على خطاب الشيخ نعيم قاسم في ذكرى أربعينية الإمام الحسين “ع” والذي أكد فيه أن المقاومة لن تسلم سلاحها والاحتلال مستمر وستخوضها معركة كربلائية إذا لزم الأمر، محملا الحكومة الىبنانية كامل المسؤولية لأي فتنة ممكن أن تحصل وأي انفجار داخلي وأي خراب في لبنان، مشددا على أن البلد لا يبنى بمكون دون آخر، وقال: “هذه أرضنا وهذا وطننا ونحيا بعزة معا أو لا حياة للبنان إذا كنتم نريدون القضاء علينا.
اللافت في الأمر أن صحيفة الشرق الأوسط لم تكتفِ بنقل موقف جعجع، بل قدمته بعنوان بارز وبنبرة احتفائية، مما يعكس احتضانا واضحا لخطابه التحريضي. هذا التبنّي لا يمكن فصله عن المشروع السعودي–الأميركي في لبنان، الذي يسعى إلى نزع سلاح المقاومة من خلال أدوات داخلية وإعلامية، مستخدما شعارات “السيادة” و”حصرية السلاح” كغطاء سياسي لضرب التوازن الوطني.
في هذا السياق، يبدو المشهد أكثر وضوحا: تناغم كامل بين ماكينة إعلامية ممولة من الخارج، وبين شخصية سياسية تنفذ أجندة صدام داخلي، عنوانها الفتنة الطائفية ومضمونها ضرب المقاومة. إنها محاولة ممنهجة لإعادة إنتاج مناخ الحرب الأهلية تحت شعارات كاذبة، في توقيت إقليمي خطير.
قناة نبأ الفضائية نبأ