نبأ – خيبةُ أمَل جماعية في لحظةٍ كادَت أن تُجَسّد تطلعاتٍ مُشترَكة.. فمفاوضات معاهدة الأمم المتحدة لمكافحة التلوث البلاستيكي في جنيف انتهت بالفشل، بعد أن عجزَت 183 دولة عن سدّ الفجوة حول حدود الإنتاج والمواد الكيميائية السامّة والتمويل، بعد ثلاث سنوات منَ الدبلوماسية.
أبرزُ المُعَرقلين كانت السعودية، التي رفضَت إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية، إدراج أيّ بند يتعلق بحدود إنتاج البلاستيك أو الانبعاثات المناخية. ويُعزى هذا الموقف إلى اعتماد المملكة على الوقود الأحفوري وصناعة البتروكيماويات التي تشكّل 82 بالمئة مِن صادراتها، فيما تعتزم “أرامكو” توجيه ثلث إنتاجها النفطي نحو البلاستيك بحلول عام 2030.
ورغم الأدلة العلمية التي تربط البلاستيك بكوارث بيئية وصحية، الرياض تصرّ على أنّ الحل يكمن في تحسين إدارة النفايات، متجاهلة أنّ معدل إعادة التدوير لديها لا يتجاوز 4 بالمئة، ما عُدّ إنكارًا صريحًا للأزمة. هذا التعنُت أدّى إلى فشل المفاوضات، حيث وصفت وزيرة البيئة الفرنسية أنييس بانييه-روناشيه ما حدث بأنه “عرقلة مدفوعة بمصالح مالية قصيرة الأجل”.
وبالمحصّلة، فهذا ليس مجرد فشل تفاوضي، بل صفعة للضمير العالمي، وتذكير بأنّ الطريق نحو معاهدة بيئية لا يزال طويلًا، مع استماتة السعودية الدفاع عن مصالحها النفطية ولو كانت على حساب الكوكب.
قناة نبأ الفضائية نبأ