نبأ – إهمالٌ رسمي وفشلٌ إداري يكادُ أن يُوصَف بـ”المُزمِن”.. فيومًا بعد يوم، تتكشّفُ هشاشة البُنية التحتية في السعودية، رغم الوعود المُتكرِّرة التي تُطلقها الجهات الحكومية بالتحسينات.
ففي محافظة الجموم في مكّة المُكرّمة، لا تزال حديقة الهجرة تنتظر “استكمال زينتها”، مع العِلم أنّها مُدرَجة ضمن ما يُسمّى “الأولويات”، وهو مُصطلح بات يُستخدَم لتجميل العجز لا لتحفيز الإنجاز.
أما في القرى الواقعة شرقي محافظة الحناكية بالمدينة المُنوّرة، فالمأساة أكثر فظاعة؛ إذ يتحوّل الماء، أبسط حقوق الإنسان، إلى سلعة نادرة تُباع في السوق السوداء، وسط غياب المتعهّد الرسمي الذي يأتي يومًا ويغيبُ شهرًا، لكَونه مُستقدَمًا مِن خارج المنطقة. فيما طالبَ أحد السكّان شركة المياه الوطنية بالتدخل السريع وحلّ المشكلة، مِن دون أيّ جدوى تُذكَر.
هذا التراخي الإداري لا يُمكن فصله عن طبيعة النظام السعودي الذي يُغرق نفسه في مشاريع دعائية ضخمة، بينما يعجز عن إيصال الماء إلى مواطنيه أو إتمام حديقةٍ عامّة. فباتَ المواطن رهين وعودٍ لا تُنفذ، وبياناتٍ إعلامية تُلمّع الفشل وتُخفي العجز، إذ تُترَك القرى عطشى وتُهمّش الحدائق، ويُدار الشأن العامّ بعقلية متعهّد غائب، في بلدٍ يُنفق المليارات على الترفيه والبهرجة، ليخدمَ الصورة قبلَ الإنسان.
قناة نبأ الفضائية نبأ