نبأ – وجّه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال كلمته في الحفل المركزي الذي أقيم إحياء للذكرى السنوية الأولى لاستشهاد السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين ورفاقهما الشهداء، التحية إلى الحضور الكريم وللتمثيل الرسمي من مختلف الجهات في لبنان والخارج.
وقال الشيخ قاسم: “أحيّي الحضور الذي ينتشر اليوم بين مرقد سيد شهداء الأمة في بيروت، ومرقد السيد هاشم صفي الدين في دير قانون النهر، ومقام سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي في النبي شيت”. وأضاف: “سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصر الله، رحل عنا. فماذا نقول في ذكراه السنوية الأولى؟”
وتابع الشيخ قاسم: “سيدي، رحيلك مفجع، لكن نورك ساطع. كنت القائد، فأصبحت الملهم للقادة”.
وأضاف: “السيد سكن القلوب وتعلّق به الناس ولن ولن تغادره قلوبهم”، وأن المقاومة جذّرت نفسها منيرة ونشرت أنوارها في كل العالم، وغيرت وجه المنطقة ووجهتها.
وشدّد الشيخ قاسم على أن السيد الشهيد هو سيد شهداء الأمة والعالم، والقائد المقاوم الأممي الذي يُلهِم الأحرار في العالم، وأن المقاومة التي نشرت هي لكل الأديان ولكل إنسان على وجه الأرض، وقال: “نهجك خالد، قتلوا جسدك فتحررت روحك، وأصبحت حيا دائما عند الله، ولن يهنأوا وأنت موجود فينا”.
وعن العدوان الإسرائيلي على لبنان قال الشيخ قاسم إن حزب الله واجه حربا عالمية بأدوات إسرائيلية وبالدعم الأميركي والأوروبي، مضيفا أن الهدف كان إنهاء المقاومة عبر “إسرائيل الكبرى” في كل المنطقة، مشددا على أن المقاومة استرجعت المبادرة وانتخبت أمينا عاما جديدا ورممت قيادات جديدة واستمرت في الميدان.
وأكد أن المقاومة خاضت معركة “أولي البأس” ابتداءً من 23 أيلول/سبتمبر ولمدة 64 يوما، ووقفت على رجليها واستمرت بعد الحرب رغم دعم الولايات المتحدة للكيان الإسرائيلي سياسيا بعد وقف إطلاق النار.
ورأى أن مشاهد كثيرة دلت على قدرة المقاومة على التعافي، منها التشييع المليوني المهيب للسيدين نصر الله وصفي الدين، والزحف الذي قامت به أهالي الجنوب إلى القرى الحدودية والمساهمة في الترميم والإيواء لأكثر من 400 ألف مسكن، إضافة إلى الحضور السياسي والاجتماعي ومواكب عاشوراء ومساعدات للناس.
وأوضح أن الموفدين الأميركيين يقترحون نزع سلاح الحزب، معتبرا أن ذلك يعني نزع قوة لبنان وتسليم الساحة لمصلحة “إسرائيل الكبرى”. وجدد التأكيد بالقول: “لن نسمح بنزع السلاح وسنواجه مواجهة كربلائية لأننا في معركة وجودية. النزع يعني تلبية لمطالب “إسرائيل” وتحقيق أهدافها. المشكلة الأساسية هي “إسرائيل” التي لن تسمح باستقرار لبنان”.
ودعا الحكومة إلى تنفيذ ما عليها من بنود القرار 1701، وطالبها بوضع بند السيادة الوطنية على رأس جدول الأعمال والقيام بمهامها خصوصا في إعادة الإعمار، مشددا على أن السيادة تعني منع “إسرائيل” من البقاء في لبنان ونشر الجيش اللبناني على الحدود ومنع العدوان أو الاحتلال بأي طريقة من الطرق. واعتبر أن لبنان واحد لجميع أبنائه وأن على الجميع أن يكونوا في خندق واحد في مواجهة العدو.
واعتبر الشيخ قاسم أن قرار الحكومة بنزع سلاح المقاومة خطيئة ارتكبت في الحكم، داعيا إلى تصحيح هذه الخطيئة لكي يوفقكم الله، على الأقل، لتتمكنوا من العمل بشكل وحدوي ونحقق الأهداف سويا.
وطالب بتطبيق اتفاق الطائف لتحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي وببسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أرضها ونشر الجيش على الحدود. وهذا يعني اتخاذ كافة الإجراءات بما فيها الاستعانة بالمقاومة، داعيا إلى إجرء الانتخابات النيابية القادمة في موعدها وفق القانون الحالي.
وتناول الشيخ قاسم القضية الفلسطينية بوصفها القضية المركزية، مشددا على أن الاحتلال الإسرائيلي هو الخطر المركزي على الجميع. واعتبر أنّ الإبادة تحصل في فلسطين من أجل إنهاء القضية الفلسطينية تمهيدا لإنهاء كل المنطقة، مبرزًا في المقابل الشجاعة العظيمة والثبات الكبير للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية من كل الأطراف، من الأطفال والنساء، واصفا إياهم بأنهم عظماء في غزة وفي فلسطين لأنهم يواجهون نيابة عن العالم وليس عن فلسطين فقط، مضيفا: “يجب أن يكون العالم معهم، للأسف هم متروكون وحدهم”.
ووجّه تحية لإيران واليمن والعراق والقوات المساندة وكل من وقف إلى جانب غزة وفلسطين، كما وجّه التحية إلى حركة أمل وقيادتها وكل المجاهدين. وختم الشيخ قاسم كلمته بتجديد العهد: “إنا على العهد نجددها هذا اليوم لنؤكد للعالم إنا على العهد”.
قناة نبأ الفضائية نبأ