نبأ – وجّه عدد من الكوميديين الأميركيين انتقادات حادة لمهرجان الرياض للكوميديا، متهمين السعودية بمحاولة استخدام الحدث لتلميع سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان، والتغطية على قمعها المتواصل لحرية التعبير.
المهرجان، الذي انطلق يوم الجمعة ويستمر حتى 9 أكتوبر، يضم أسماء بارزة مثل ديف شابيل وبيل بور، لكنه لم يمر مرور الكرام، إذ انتقدته هيومن رايتس ووتش مؤكدة أن السلطات السعودية تسعى من خلاله إلى صرف الانتباه عن القمع الوحشي والاعتقالات التعسفية والانتهاكات المستمرة.
وفي بيان لها، دعت المنظمة الفنانين المشاركين إلى عدم الانخراط في “غسل السمعة”، واستغلال المنصة بدلا من ذلك للمطالبة بالإفراج عن الناشطين والصحفيين المعتقلين، في مقدمتهم من سُجنوا تعسفيا لمجرد التعبير عن آرائهم.
من جانبه، كشف الكوميدي الأميركي شاين جيليس أنه رفض عرضا ضخما للمشاركة في المهرجان، وقال خلال ظهوره في بودكاست: “اتخذت موقفا مبدئيا لا يمكنك المشاركة في دولة متورطة بأحداث 11 سبتمبر كرمة لأصدقائك”، وذلك بحسب صحيفة ذا هيل.
أما الكوميدي تيم ديلون، فأُلغي ظهوره بعد أن سخر علنا من سجل السعودية الحقوقي في برنامجه، وهو ما اعتبرته هيومن رايتس ووتش دليلا على التضييق المسبق على حرية التعبير حتى في الأحداث الترفيهية.
الناقد الكوميدي المعروف مارك مارون انضم أيضا لقائمة المنتقدين، مشيرا إلى جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي عام 2018، وسخر من الحدث بالقول: “من نفس الجهة التي تورطن بأحداث 11 سبتمبر .. أسبوعان من الضحك في الصحراء! لا تفوّتوا العرض!”. وأضاف أن الشخص الممول للمهرجان هو نفسه من يقف وراء تمويل الجريمة التي راح ضحيتها خاشقجي، متابعا بسخرية: “لكن لا تدعوا ذلك يفسد المرح، ستكون سهرة ممتعة!”
وأضاف: “لم يُطلب مني المشاركة في مهرجان الرياض، لذا من السهل الحفاظ على نزاهتي. من السهل أن تأخذ الموقف الأخلاقي عندما لا يعرض أحد شراءك.”
ورغم المحاولات المتكررة من السلطات السعودية لترويج صورة الانفتاح، ترى منظمات حقوقية أن تلك التحركات لا تعدو كونها واجهات فنية تخفي وراءها نظاما يستمر في قمع الحريات وتكميم الأصوات، في ظل غياب أي مساءلة حقيقية عن تلك الانتهاكات.
قناة نبأ الفضائية نبأ