أخبار عاجلة

مؤتمر ميونخ للأمن في العلا: ترويج لدور “الوسيط الإقليمي” وسط سياسات تُعمّق أزمات المنطقة

نبأ – انطلقت أعمال اجتماع مؤتمر ميونخ للأمن في مدينة العلا شمال غربي السعودية، اليوم الأربعاء، في سابقة هي الأولى من نوعها للمؤتمر الذي يُعقد تقليديا في أوروبا. ويستمر الاجتماع على مدى يومين، وسط حضور أكثر من 70 شخصية من كبار المسؤولين الدوليين.

وحملت الجلسة الافتتاحية عنوان “البحث عن حل وسط: الشرق الأوسط في عالم متعدد الأقطاب”، بمشاركة وزراء خارجية السعودية فيصل بن فرحان، والأردن أيمن الصفدي، ومصر بدر عبد العاطي، إضافة إلى المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف لو دريان.

وتتناول جلسات المؤتمر ملفات حساسة في المنطقة والعالم، مثل التجارة العالمية، وأمن الملاحة البحرية، والتحولات في قطاع الطاقة، والأمن النووي، إلى جانب جهود تحقيق السلام والاستقرار الإقليمي.

ومن بين المشاركين أيضا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ووزير الخارجية في إدارة سوريا الجديدة أسعد الشيباني، وفهد سعود الصباح نائب رئيس الوزراء الكويتي، إلى جانب عدد من المسؤولين العرب والأوروبيين.

ورغم محاولة الرياض تصدير صورة “الوسيط الإقليمي” والداعي إلى الاستقرار، فإن استضافة هذا النوع من المؤتمرات الأمنية لا يعكس بالضرورة تحولا جوهريًا في السياسات السعودية، بل يأتي ضمن نهج العلاقات العامة الذي تتبعه السلطات لتعزيز مكانتها الدولية، في ظل سجل داخلي وإقليمي سيء للغاية.

فالمملكة التي تتحدث عن الأمن الإقليمي في المؤتمرات الدولية، تمارس في الوقت نفسه سياسات قمعية داخلية ضد الناشطين والمعارضين،الأمر الذي يضعف من مصداقية الخطاب السعودي في محافل الأمن والسلام.

كما شاركت في حروب ونزاعات إقليمية لها آثار كارثية على المدنيين، كما في اليمن على مدار سنوات طويلة، وما زالت، إضافة إلى تدخلاتها في سوريا والسودان بإطار الصراع على النفوذ. ولا ننسى محاولاتها لفرض سياساتها على الحكومة في لبنان والضفط من أجل نزع سلاح المقاومة الضمان الوحيد لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وكما أن لاختيار مدينة العلا لانعقاد المؤتمر، هدف أساسي، على اعتبار أنها تشكل واجهة لمشروع “السعودية الجديدة” وفق رؤية محمد بن سلمان 2030.

ويبقى السؤال، ما الفائدة من انعقاد هكذا مؤتمرات في وقت تتحكم الولايات المتحدة الأميركية بمسار الصراعات، وهل يمكن لمؤتمر أمني دولي أن يحقّق اختراقا فعليا في قضايا المنطقة، إذا كانت الدولة المضيفة نفسها تنتهج سياسات تعمق التوترات بدل حلها؟