أخبار عاجلة

غياب بن سلمان وبن زايد عن قمة شرم الشيخ يكشف توترات حول الوساطة في غزة ومخاوف سعودية إماراتية من حماس

نبأ – شهدت قمة شرم الشيخ في مصر لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة غيابا لافتا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الإمارات محمد بن زايد.

مصادر سعودية وإماراتية ومصرية أكدت لموقع ميدل إيست آي أن هذا الغياب كان رسالة سياسية واضحة مفادها رفض قادة الخليج السماح لمصر بالاستئثار بالأضواء أو الحصول على الفضل الكامل في التوصل إلى الهدنة.

القمة، بحسب ميدل إست آي، مثلت تتويجا للدور المصري حيث لعبت القاهرة دورا إلى جانب قطر في المحادثات غير المباشرة بين الكيان الإسرائيلي وحماس، على الرغم من تعرض مصر لانتقادات واسعة بسبب إغلاق معبر رفح، ما ساهم في حصار خانق تسبب بأزمة إنسانية في غزة، إضافة إلى قمع السلطات المصرية لأي تعبير عن التضامن مع الفلسطينيين.

وأشار الموقع البريطاني إلى أن هذه التوترات انعكست أيضا على العلاقات بين مصر ودول الخليج، حيث تحاول الرياض التوفيق بين علاقاتها السرية بالاحتلال الإسرائيلي وتصاعد الغضب الشعبي في العالم العربي، مضيفا: “بما أن السعودية والإمارات تُعتبران من أغنى دول المنطقة، يُنتظر منهما تمويل جهود الإغاثة وإعادة الإعمار في غزة، مما يتيح لهما دورا أكبر في رسم مستقبل القطاع”.

دبلوماسي مصري مقرب من الرئاسة أكد، للموقع، أن إرسال وزراء فقط إلى القمة، دون حضور القادة، كان رسالة رفض لإعطاء مصر مكانة أكبر أو بريقا إضافيا، موضحا أن بقاء مصر في بؤرة الضوء الدولي خلال أسابيع الوساطة، أثار ضيق الرياض وأبوظبي اللتين تريان أنهما تستحقان تقديرا أكبر، خاصة بالنظر إلى نفوذهما في واشنطن.

ولفت موقع “ميدل إيست آي” أن الخلافات الحالية تعكس أيضا فجوة أيديولوجية عميقة، إذ تنظر السعودية والإمارات إلى حركة حماس بريبة، باعتبارها رمزا للمقاومة الإسلامية التي قد تشجع على الحراك السياسي داخل البلدين. فولي العهد السعودي يرى في شعبية حماس خطرا على مشروعه، ويخشى من أن تلهم قصة حماس السعوديين الذين بدأوا في التساؤل عن مسار الانفتاح الجديد في البلاد. وقال المصدر السعودي، للموقع، إن الرياض تشعر بالإحباط من نتائج المفاوضات التي لم تزل حماس قائمة، معتبرا وجودها قنبلة موقوتة.

أما مصدر إماراتي مقرب من العائلة الحاكمة فقال إن الإمارات ترفض أي هدنة تبقي على وجود حماس، معتبرا  أن بقاءها يشكل خطرا استراتيجيا يهدد السيطرة الملكية.

وتابع البموقع البريطاني: “محمد بن سلمان كان يسعى للظهور كصانع سلام جديد في المنطقة، لكن تسليط الأضواء على مصر أضعف هذه الصورة”.

محللون في القاهرة أكدوا أن غياب الوحدة العربية والمقاعد الفارغة لقادة الخليج تعكس كبرياء سياسي وحسابات معقدة وخصومات لم تُحسم بعد.