نبأ – بكُل الوسائل والطرُق، تسعى السعودية إلى ترسيخ دورها وإبراز صورتها كلاعبٍ محوري في القضايا الإقليمية، وفي مقدّمتها ملفّ غزة.. فهي ترى نفسَها شريكًا أساسيًا في صياغة مستقبل المنطقة، لا مجرّد متفرِّج على المشهد. مِصداقًا على ذلك، أثارَ الموقع القطري “ميدل إيست آي” في 14 مِن أكتوبر الجاري مسألة غياب حكّام الإمارات والسعودية عن قمة شرم الشيخ الأخيرة، وسط تساؤلاتٍ حول طبيعة العلاقات بين الرياض والقاهرة، وبين الأخيرة وأبوظبي، في ظلّ تطورات قضية غزة.
الموقعُ سلّطَ الضوء على سعي الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي للبروز كوسيطٍ رئيسي في التوصُل إلى وقف إطلاق النار، الأمر الذي اعتبرهُ محمد بن سلمان مُحاولة لاستحواذ القاهرة على الضوء الإقليمي.
الرياض ردّت بإرسال وفدٍ وزاري بدلًا مِن حضور وليّ العهد، في خطوةٍ عكسَت امتعاضَها مِن تجاهُل دورها كشريكٍ أساسي في مستقبل غزة، خصوصًا بعد إشادة واشنطن المُفرطة بمصر، رغم فشَلها في تحقيق مطلب السعودية بتفكيك حركة “حماس” التي تراها الرياض تهديدًا لرؤيتها الإقليمية.
في المقابل، تخشى مصر أن يؤدي هذا الفتور إلى تراجُع الدعم الاقتصادي السعودي في ظلّ أزمتها المالية. فغيابُ ابن سلمان عن القمّة، إشارة إلى صراعٍ خفيٍّ، بين الطموح السياسي المصري، والهيمنة السعودية المُتنامية.
قناة نبأ الفضائية نبأ