نبأ – في ظل تحوّلات جيوسياسيّة متسارعة، تبحث السعودية عن مظلة دفاعيّة أميركيّة، على غرار الاتفاق الأخير مع قطر، وسط محادثات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تترافق مع زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن خلال الشهر المقبل. لكن الاتفاق المحتمل، رغم وعوده بالتعاون العسكري والاستخباراتي، يثير أسئلة جدّية حول جدواه وواقعيته.
تشير التسريبات التي نشرتها صحيفة فايننشال تايمز في تقريرها الصادر في 17 أكتوبر الجاري، إلى أن الاتفاق قد يشمل تعاونًا في مجال الطائرات دون طيار، والدفاع الصاروخي، وربما صفقات تسليح متقدمة مثل مقاتلات F-35 لكن لم تُحسم بعد مسألة الضمانات الملزمة لأي تدخل أميركي مباشر في حال تعرض السعودية لهجوم. غموض التفاصيل، وصمت البيت الأبيض، يفتحان باب الشكوك حول جدّية الالتزام الأميركي.
في العودة إلى الوراء، أثبتت التجربة أن واشنطن، رغم صفقات السلاح الضخمة التي تعقدها مع الخليج، لا تتحرك إلا لحماية مصالحها المباشرة. هجوم أرامكو في 2019، الذي شلّ نصف إنتاج النفط السعودي، مرّ دون رد أميركي فعلي.
على أيّة حال، يبقى السؤال: هل تسعى السعودية لتحصين أمنها، أم تُراهن على تحالف مشروط يُعيد إنتاج التبعية الأمنية؟ وفي حال غابت الالتزامات الأميركيّة، هل تكون هذه الاتفاقية مجرد نهبة جديدة تُلبّي مصالح الولايات المتحدة لا أكثر؟
قناة نبأ الفضائية نبأ