أخبار عاجلة

محمد بن سلمان يبيع ماء زمزم للمواطنين والمقيمين

نبأ – في خطوة جديدة تُجسد سياسة تسليع المقدسات الدينية، أعلن تطبيق “نسك” التابع لوزارة الحج والعمرة السعودية، يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 2025، عن إطلاق خدمة توصيل عبوات ماء زمزم إلى المنازل داخل المملكة، في سابقة أثارت موجة انتقادات واسعة.

ويُباع الصندوق الواحد، الذي يحتوي على 24 عبوة بسعة 330 مل، بسعر 67 ريالًا سعوديًا، شاملة الضريبة وتكاليف التوصيل، ما يعني إدخال الماء المبارك الذي لطالما اعتُبر حقا متاحا لكل مسلم – في سوق البيع والشراء، تحت غطاء رسمي.

ورغم ترويج السلطات لهذه الخطوة باعتبارها “تيسيرا على المستفيدين”، إلا أن ما يجري ليس إلا استمرارا لنهج الخصخصة الشامل الذي تتبناه حكومة محمد بن سلمان، ويطال حتى الرموز والشعائر الدينية، في إطار مشروع تجاري ضخم يُدار بمعزل عن أي شفافية أو رقابة مالية مستقلة.

ويأتي هذا التحول في وقت تتزايد فيه المؤشرات على تجريد المقدسات من مضمونها الروحي وتحويلها إلى أدوات ربحية، تُسوّق للعالم الإسلامي على أنها “خدمات”، بينما هي في الواقع جزء من مشروع استثماري يُفرغ الحرمين من قدسيتهما ويحوّلهما إلى واجهة تجارية.

تحويل ماء زمزم إلى منتج يُشترى ويُباع، يُعبّر بوضوح عن التحول العميق الذي تشهده السعودية في ظل رؤية 2030، حيث لم تسلم حتى الشعائر من منطق السوق. وبينما كانت “خدمة الحرمين” تمثل واجبا دينيا وتكريما للمسلمين، باتت اليوم تُدار كعلامة تجارية مدفوعة، تُخضع الروحانيات لسلطة الربح.

في ظل هذه السياسات، يُطرح السؤال الجوهري: ماذا تبقّى من خدمة الحرمين سوى الاسم؟